مصر

سبحان الله العظيم
الذى يحب الإنسان فعلمه البيان وأنزل القرآن.
القرآن الكريم كتاب الله  العظيم جاء لنا بقصة عجيبة جدا. قصة منتخب مصر  وهو المنتخب الأقوي
والأشد فتكا وقوة ولا يستطيع أحد أن يفكر حتى أن يتحداه وقتها. فعلا كان منتخب يرتعد كل من يسمع حتى اسمه ويعرف قدراته الخارقة وإمكانيات اللاعبين فيه(ليس منتخب كرة بل منتخب من نوع آخر). وقف أمام هذا المنتخب المختار بدقة وعناية وإحترافية فائقة شخصين إثنين فقط فى تحدي عنيف وكان صاحب فكرة هذا التحدي هو أكبر رأس فى مصر ومن يملك أمرها وكان هذان الشخصان ( موسى وهارون ) عليهما السلام

وكان منتخب مصر للسحرة يضم أعتى وأشرس وأعنف السحرة الذين يستعينون بكل العلوم المعروفة بما يستطيع أن يسحروا أعين الناس .. منتخب متخصص فى إبهار الناس ( وتم إختيار هذا المنتخب من جميع أنحاء مصر ) لهذا أقول منتخب مصر . كان هذا مفهومهم عن التفوق والتقدم فى عصرهم.
جمهور

ولنأخذ أنا وأنت الآن مقعد المتفرجين ونشاهد هذه المباراة الحماسية الحاسمة هذه المبارة دقيقة التفاصيل والتى تحتبس الأنفاس عند الجلوس ومتابعتها لسرعة الأداء وقوته وروعته وإبهارة خاصة البداية القوية جدا من منتخب مصر . قبل المبارة السحرة جاؤوا بكامل الزينة والعدد وبقمة التحدي والفخر ( مباراة  القرن) بلغتنا الحالية جميع وسائل الإعلام حاضرة .
تم الإعلان عن المبارة فى جميع أنحاء مصر . الجمهور من كل أنحاء مصر . حتى الأجانب حضروا ليشاهدوا هذا الحدث العجيب. هذه المباراة الفاصلة. والتى يراهن فيها رئيس الدولة بنفسه ( فرعون)  بالفوز للسحرة

جمهور منتخب مصر

والهزيمة المنكرة لموسي وهارون.  الجمهور والحضور كلهم ضد موسى وأخيه عليهما السلام.
كل الهتافات وكل الصيحات تشجع المنتخب. أطفال ونساء وكبار كلهم يهتفون ويشجعون السحرة. جنود فرعون ينظمون الحضور ويحثونهم على التشجيع المتواصل أصوات الجميع تزأر بإنتصار السحرة .
نزل المنتخب للساحة والتحدي الكبير فى عيونهم  وثفتهم فى النصر لا حد لها. لم لا وهم خلاصة وصفوة السحرة واعتاهم سحرا.. كلهم محترفون ولا يوجد مكان لهواى واحد بينهم .
ماذا يفعل سيدنا موسى وسيدنا هارون فى كل هذا ( هما فقط إثنين لا يوجد صوت واحد معهما. الأرض من الهتاف تهتز وآذانههما مملوءه بهذه التشجيعات من الجمهور . لا يملكا قبل بدء التحدي إلا شىء واحد .الحديث مع السحرة. أسرع هارون عليه السلام بالحديث معهم أوضح لهم الإيمان وأوضح لهم وحدانية الله أوضح لهم أن هناك خالق لهذا الكون وهو الله أوضح لهم أن ما يفعلوه يضرهم ولا ينفعهم وأنهم يظلمون أنفسهم ويجب ان يعبدوا الله ويسجدوا له حتى لا يكونوا ظالمين . المنتخب استمع له – ولم يبالى فهم اليوم الأقوى والأعنف والأشد قوة وهذا شخص ضعيف وحيد مهزوم لا يملك شيئا غير الكلام ولا يملك أى وسيلة للإنتصار.
فقال لهم موسى لا تكذبوا على الله فيلحقكم منه عذاب . ومن يكذب على الله يناله العذاب.
فكر السحرة ثم قال بعضهم إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من بلدكم ويتحدونكم ويقولون أن طريقتهم أفضل من طريقتكم .
فأعلن السحرة فورا التحدي بمنتهي القوة والثقة بالنفس . سيدنا موسى عليه السلام  من شدة الموقف شعر فى نفسه ببعض الخوف – كل المظاهر الخداعة فى عالم الوهم تؤكد فوز وتمكن السحرة .
ولكن الله أراد أن نعلم نحن ويعلم الجمهور ويعلم  كل أهل الأرض شيئا آخر عن عالم الحقيقة .
هذه المباراة الخالدة غيرت وجه الأرض وقتها. هذه المبارة الحاسمة كانت نتيجتها هي أعجب نتيجة لمبارة على مر التاريخ. هذه المبارة التى نستمع لها ونشاهدها كلما قرىء القرآن الكريم . وتتلى على العالم أخبارها كل يوم بقراءة الآيات البينات تنقل لنا الأحداث بدقة.
طبعا كابتن لطيف وعلى زيور وعصام الشوالي وناصر الأحمد وعلى بكر وخالد الغول ومن يوازيهم فى ذلك الوقت من المعلقين الرياضيين وقتها كانت حنجرتهم تبح من كثرة التعليق والتحميس للجمهور والمشجعين. خاصة عندما حضر فرعون بنفسه فهذه المبارة مقامة على شرف فرعون وبدعوة وتحدي منه شخصيا. هذه المبارة والتحدي شاء فرعون أن تكون إعلان إنتصار مصر كلها ومنتخبها من السحرة . لهذا جعلها مباراة عامة ويحضرها الناس كلهم بكامل زينتهم وأفخر ملابسهم . مباراة من الدرجة الأولى على شرف الملك الرئيس فرعون وهو فى كامل قوته وسطوته وجبروته وتحديه لشخص واحد ( موسى) عليه السلام والذى يعينه أخيه هارون.

بسرعة بدأت المبارة وأصوات الجمهور تزأر بشدة وعنف وثقة . وترى هذه الثقة مرتسمة على وجه فرعون الذى وعد السحرة بالكثير من المكانة والأموال إن هم فازوا. أما موسى فلم يعده فرعون بشىء إن هو فاز. كان يكفى فرعون فقط أن يخسر موسى. كان يريد أن يرى فقط نظرة الإنكسار والهزيمة فى عينيى موسى هذا كل ما أراده فرعون. توالت الأحداث فى هذه المباراة سريعا . جاء السحرة صف واحدا ثم صاح منتخب مصر قائلا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نلق نحن . فقال لهم موسى ( عليه السلام ) بل القوا. فكانت بداية المبارة حاسمة .
منتخب مصر ( من السحرة ) مباشرة يحرز عشرات الأهداف وليس هدف واحد . فهذا حبل يتحول لثعبان وهذه عصي وهذه عشرات العصي وهذه عشرات الحبار كلها تسعى وتتحرك ويراها كل الجمهور. ومع هذه الأهداف زاد هتاف الجمهور حتى أصبح كالهدير .
أما موسي عليه السلام فقد إزداد شعورة بالخوف . هو يرى بعينه حبالهم وعصيهم تحولت لثعابين وحيات بل انها تسعى. ماذا يقعل . اقصى شىء ان عصاه الوحيده ستصبح مثلهم ( هم منتخب مصر الأقوي والأعنف ) وهو موسى واخوه لا يملكان إلا عصا واحدة. عصى واحدة فقط. على أحسن الأحوال حين تتحول لثعبان سيكون أحرز هدف واحد فقط. بينما منتخب مصر أحدث العديد والعديد من الأهداف. فثبته الله بالوحي وأمره بسرعة أن يلقى عصاه .
إنك أنت الأعلى
فألقى مباشرة ( سيدنا موسى ) عصاه فإذا هي تلقف ما صنع هذا المنتخب من السحرة . فتعجبوا وفجأة لم يجدوا أمامهم إلا السجود لله .

أعظم مشهد لمنتخب مصر على مر التاريخ. ( وأقصد منتخب السحرة المختارين من كل أنحاء مصر على براعتهم ومهارتهم الغير قابلة للنقاش – وهم يحملون سمعة مصر كاملة وقدرتها وخيرة الخبرات الموجودة فيها وهي أعظم دولة على وجه الأرض فى هذا الزمان)
قال الله عنهم: ( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى )

المنتخب كاملا ساجدا لله مقرا بعظمة الله معترفا بخطئه مسلما لله بالقوة والقدرة والعظمة . طالبا العفو من الله أصدق منتخب على مر التاريخ
الدعاء لله

وعلى الرغم من هزيمتة . إلا أن هذه الهزيمة كان بعدها قمة النصر لهذا المنتخب
إنتصر على غرورة
وإنتصر على كبرياءه
وإنتصر على هتافات الناس
وهتف المنتخب كله ( سبحان ربى الأعلى)
وهتف المنتخب كله ( أستغفر الله العظيم )
وهتف المنتخب كله ( لا إله إلا الله موسى رسول الله )
أرقى مستو ممكن من الروح الرياضية … آسف فهي على الحقيقة ( الروح الآيمانية ).
سجدوا شكرا لله الذى أراهم الحق .
على الرغم من أنهم سحروا أعين الناس.
السجود لله

لهذا سجل الله لنا فى القرآن العظيم هذه الأحداث حتى نعرف عظمة القرآن ونعرف أنه كتاب حق وهداية . يعرفنا كيف ننتصر وما هو النصر الحقيقي وأنه ليس فى الفوز للنفس بهزيمة الفريق الآخر. بل الفوز الحقيقي بالإنتصار على النفس وجعلها نفس طائعة لله ومنتصرة لله .
فكيف كان حال الجمهور هل كان متعجبا ولا يعرف ماذا حدث؟
فهو رأى عصا موسي وهي تجمع كل الثعابين والحيات الأخرى. ورأى هذا الجمهور سجود هؤلاء السحرة المختارين (المنتخب ) على نحو عجيب. ولكن التعتيم الإعلامي بعدها لا نعرف مداه وبالتأكيد كان الصمت والهمس يلف المكان . وبسرعة تم إعلان الحكم بالتعذيب على جميع أعضاء المنتخب المصرى وقد أعلن هذا فرعون بنفسه وأعلن كيفية هذا التعذيب وقسوته.
فكان أشد وأصعب وأعنف حكم على أى منتخب فى التاريخ ؟
فماذا تظن فى هذا القرآن من خير وواقع يجعلنا ننظر للواقع بشكل أكثر واقعية وبفائدة عظيمة تقربنا من رضى الله . فالفوز قد يكون بالهزيمة والهزيمة قد تحمل أعظم معانى الفوز سجل الله سبحانه سجود منتخب مصر كما سجل لنا سبحانه كلمات منتخب مصر ولنعيش مع هذه الآيات البينات
السحرة فى مصر

كلام السحرة

كلام السحرة

كلام سحرة مصر

ثم يتحدث هؤلاء المنتخبون من سحرة مصر عن الجنة – ويسجل الله لنا جمال هذه الكلمات ( جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى )

الجنة.. هذا هو المكان الذى سيكون فيه أفضل منتخب على مستو التاريخ فى الجنة فأين ستكون أنت ؟
هم سجدوا وأطاعوا الله وتحملوا العذاب ودعوا كل الجمهور للإيمان بالله وحده . بتحملهم هذاالعذاب وبصبرهم وبأملهم أن يغفر الله لهم أفعالهم وتقصيرهم فى حقة.

هم سعوا للقمة فجعل الله كلامهم وفعلهم فى القمة وأخلاقهم فى القمة. وجعلهم قدوة حسنة لمن أراد أن يصل للقمة . كان فعلهم أسوء فعل ( السحر ) ولكنهم كانوا يبحثون عن الأفضل – وكان هذا هو الأفضل الذى يعرفة ويقدره مجتمعهم( السحر). وحين تبينت لهم عظمة الإيمان وأنه هو الأفضل والأعظم – تركوا السحر وفعله وانطلقوا يعلنون إيمانهم بالله .
فماذا ستفعل أنت ؟ وماذا ستعلن ؟

تابع أيضا موضوع: حياتك لحظات ثمينة ….. تذوق طعم الحياة؟؟؟