يا الله
سبحان الله
هذه الآيات تجعل العين تبكى … ولا تتمالك نفسها من خشية الله … ومن شعورك بحب الصالحين لك .. ودعوتهم لك .. الآن وحتى قبل أن تجىء لهذه الحياة.
هذه الكلمات ذكرها لنا القرآن الكريم عن سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
فى سورة إبراهيم
هذه السورة التى تحمل لنا معان الصدق وتقربها من القلوب .. وتوضح لنا منهج الحياة الحق
شاهد بنفسك ماذا يخبرنا الله عن قلب إبراهيم السليم … كيف يدعو الله .. وكيف يريد الخير والنجاة للناس …. إبراهيم الذى دعا الله يطلب منه الرحمة للناس … فجاء محمد صلي الله عليه وسلم الذى بعثه الله رحمة للعالمين فكان رحمة لهم صلي الله عليه وسلم .
فمن تبعنى فإنه منى …. منهج يُخرج من الظلمات إلى النور بإذن الله
في حياتنا يقول الناس فمن تبعنى فإنه منى … يقوله كل مدير ويقوله كل صاحب منصب … يريد الناس أن تتبعه
ويقوله كل اب وتقوله كل زوجة .. فمن تبعنى فإنه منى من المقربين إلى …
فهل قالها هكذا إبراهيم عليه السلام … هل القرآن يعنى هذا … من تبعنى فإنه قريب منى ؟
الإنسان العادى يملك ( قرارات و علاوات ) كالمدير أو يملك إنفاق وعطاء ( كالوالد ) أو تملك إسعاد زوجها ( كالزوجه ) فمن تبعهم أعطوه وقربوه منهم …. ولا يملكون له شىء يوم القيامة.
لكن ماذا عن قول إبراهيم عليه السلام …. الأمر مختلف
فمن تبعنى فإنه منى … وهو خليل الرحمن … فمن تبعنى كان قريبا من الله
هو يريد أن يقربك من الله ويهديك إلى صراطه … ويخرجك من الظلمات إلى النور بإذن ربه.
فمن تبع منهج الله … كان منى … لم يقل كان من أتباعي بل قال كان منى
رسولنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم أمسك يوما بيد سيدنا سلمان الفارسي رضى الله عنه وعن الصحابة … وقال صلي الله عليه وسلم .. سلمان منا آل البيت عليهم الصلاة والتسليم .
لهذا أمرنا الله بإتباع الرسول صلي الله عليه وسلم … ونحاول بكل جهدنا أن نقتدي بعمله وسنته صلي الله عليه وسلم … لأننا نحبه الحب العملى … نعى ونحب كلامه .. ونحبه ونقتدي به … صلي الله عليه وسلم .
فمن تبعنى فإنه منى …. درجات علا فى الجنة … الفردوس الأعلى … صحبة النبي فى الجنة … صحبة إبراهيم والأنبياء أجمعين .. اللهم إهدنا الصراط المستقيم .. صراط الذين أنعمت عليهم …. غير المغضوب عليهم ولا الضالين … اللهم آمين
{ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
الأصنام .. فى الماضى … والحاضر تضل الناس عن الصراط … يتبعهم الناس بالأهواء .. ولا يتبعون الحق .. فيضلون ….إنك غفور رحيم … يا الله … رغم المعصية … يطلب لهم الرحمة … وجاءت الرحمة … وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين ….
فمن الذين تحب أن تكون منهم ؟
إيهما تختار … عبادة أصنام زائلة { كالموضة … والعصبية القبلية … والفتن والشهوات }
أم تختار { فمن تبعنى فإنه منى …} وتكون صادق فى رغبتك بأن تكون من الصالحين .. بعملك .. وقولك وقلبك وبمنتهي الصدق وطلب هذا من الله بالدعاء له وبحبك وقرائتك للقرآن …
أم أن هذا فاتك وعصيت أو نسيت … فيطلب لك كل من يقرأ القرآن الرحمة والعفو والعودة لأن تكون من الصادقين … وتدعو أنت بها أيضا … إنها دعاء

{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
اللهم يارب ردنا إلى دينك ردا جميلا واجعلنا ياربنا من أهل الجنة واجعلنا من الصالحين .

ذكر لنا ابن كثير فى تفسيره أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم بكى عند هذه الآية وسأل الله رب العالمين وقال ( يارب أمتى أمتى يارب أمتى أمتى) … صلى الله عليه وآله وسلم .
لا تكن وحيدا فهناك من يدعو الله لك ويسأل الله لك كل الخير …