سبحان الله
يخاف كثير من الناس من الحسد فيصبح هذا عائقا لهم فى كل شىء من الحياة.
ويقفون مرتبكون أمام قول الله سبحانه وتعالى [وأما بنعمة ربك فحدث ] فترتعد قلوب البعض خوفا من الحسد
ويقولون كيف نتحدث عن نعم الله التى أعطاها إيانا . وفى الدنيا كل هذا الحسد ونحن نخاف ان تزول هذه النعم بالحسد …. فهل يوجد ما يقى النعم شر الحسد ؟ هل يوجد ما يحفظ لنا هذه النعم بإذن الله؟ .
انقطع الوحى عن النبي صلي الله عليه وسلم فترة … فقال مشركى قريش لقد ودع رب محمد محمدا وقلاه ( أى تركه ) فنزلت الآيات فى سورة الضحي ( والضحي والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى …)
تأخر قليلا نزول الآيات من القرآن الكريم … وهذا شىء عجيب
فالقرآن الكريم هو الماء الذى لا تكون الحياة إلا به ؟
والقرآن الكريم هو منهج الله الذى يتعلم منه كل الناس كيف تكون الحياة … فلماذا يتأخر نزوله … وما هي الحكمة … التى يحبنا الله أن نتعلمها من ذلك ؟ وهل لهذا علاقة بالحسد ؟ وكيف نتغلب عليه ؟ وكيف ننتصر على أنفسنا وعلى شياطين الجن والإنس ؟
القرآن الكريم منهج عمل وليس منهج كلام
تأخر نزول آيات القرآن الكريم حتى يعرف النبي شوقه إليها وحبه للوحي وحبه لكلام الله رب العالمين … وحتى يعمل ويعلم المسلمين العمل الواقعي بالآيات التى أنزلت من قبل وهي آيات قيام الليل والقراءة [اقرأ بسم ربك ][يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا ..] … صلي الله عليه وسلم ….
والعجيب كيف ظهر حسد المشركين للنبي محمد صلي الله عليه وسلم وللمسلمين … فى قولتهم ( ودعه ربه وقلاه) كأنما كانت هذه أمنياتهم وتمنيهم زوال نعمة تنزل القرآن على النبي محمد صلي الله عليه وسلم …
فإذا بالآيات تذكر نعما منَ الله بها على نبيه عليه الصلاة والسلام توضح عناية الله سبحانه البالغة برسوله صلي الله عليه وسلم وعنايته سبحانه البالغة بكل إنسان … [ ألم يجدك يتيما فآوى ؟ ] نَعم يارب حدث
[ ألم يجدك ضالا فهدي ] نَعم يارب كنت أدعو إليك وحيدا مع جماعة قليلة من المؤمنين فهديت إلى كثير من الناس ( الضال أى الوحيد الغريب فى مكان لا يجد فيه من يعرف يشابهه أو يعرفه أو يفهمه )
[ ووجدك عائلا فأغنى ] نَعم يارب حدث أغنيتنى بفضلك عمن سواك
حسنا إليك المنهج العملى … [ فأما اليتيم فلا تقهر ] عامله بالحسنى … وليس بإسلوب القهر
[وأما السائل فلا تنهر ] لا تنهر سائلا يل إستمع إليه وساعده
[ وأما بنعمة ربك فحدث ] لا تحدث عن النعمة … وهو ما يأتى لها بالحسد …. ولكن حدث الناس بالنعمة نفسها أى اعمل بمقتضى ما اعطاك الله من نِعَمْ … هذا يحافظ عليها من الحسد وينميها ويكثرها ( ولأن شكرتم لأزيدنكم … ) هذا منهج الإسلام … فالشكر العملى بالعمل بالنعمة يختلف عن القول اللسانى أن الله رزقنى نعمة ….!!!
القول اللساني مفتاح للحسد … أما القول العملى بالعمل يحفظ النعمة وينميها … سأعيد العبارة مرة أخرى لأهميتها البالغة
القول اللساني مفتاح للحسد … أما القول العملى بالعمل يحفظ النعمة وينميها …
نحن نأخذ بالمعوذات .. والأذكار التى علمها لنا النبي محمد صلي الله عليه وسلم .. ولكن قبل تنزل الآيات من سورة الفلق والمعوذتين … هل علمنا الله سبحانه منهجا عمليا يحفظ النبي والمسلمين من الحسد ؟
نعم وهو ما نوضحه الآن…
لهذا انقطع الوحي ليكون القرآن كله منهجا عمليا … ونزلت الآيات بمنهج أكثر عملية وواقعية
فأما اليتيم فلا تقهر …. لا تقل له كلاما … بل عاملة بالرحمة
وأما السائل فلا تنهر …. لا نتهره كلاما … بل عاملة وساعده بالعمل
وأما بنعمة ربك فحدث …. لا تتحدث عن النعمة …. ولكن حدث بالنعمة ذاتها …. ينميها الله لك .
إستخدم النعمة فى طاعة الله … فلا يقدر مخلوق أن يحسدها … بل يزيدها الله لك
تزداد النعمة لأنك تشكرها بالعمل وتستخدمها فى ما يحب الله … فلا يقدر حاسد أن يحسدها … ولا تستطيع عين أن تلحظ العمل … بل هى تقف عاجزة أمام العمل الذى يحبه الله … كما يعجز الشيطان أمام الخبر.
كل حديث يكون باللسان أما أن تحدث بالنعمة أن تحدث بالعمل … أن يكون شكر نعمة الله بالعمل وليس بالكلام … هذا ما يحفظ لك النعمة من الحسد ومن شر الحاسدين … لأنك تخطيت مرحلة وجود النعمة معطلة .. ووصلت لمرحلة شكر النعمة والتى وعدنا الله عليا بزيادة النعمة وليس بزوالها ؟
[وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ]
اما إن لم تعمل بهذه النعم لشكرها وتسخيرها فى طاعة الله …. فقد قال سبحانه ولئن كفرتم إن عذابي لشديد …. عقوبات شديدة صعبة مؤلمة ….. ومنها الحسد طبعا وهو أخطر عقوبة على نعمة معطلة تستخدم فى مضرة الناس أو لا تستخدم أصلا فى خير.
ابحث عن النعم التى يمكن أن تشكر الله عليها …. فيزيدها الله لك
وابحث عن النعم التى ربما لم تشكر الله عمليا عليها فكانت لك تعبا وألما ؟ وأصبحت هذه النعم مرتعا للحاسدين.
أراح الله قلبك ويسر أمرك ورزقنا جميعا أن نحدث بنعمته وأن نشكره عليها إنه سبحانه القادر على كل شىء .
لا تخاف من حسد فالله حافظك … ولا تخاف من حاسدين فالله هو رب العالمين وهو أرحم الراحمين .
حصن نفسك بالأذكار والمعوذات واعمل بنعم الله … شكرا له عليها فهذا ما يحبه ويرضاه لك.
كل الخوف ان نستخدم نعم الله فى معصيته … ونسأله أن يرزقنا شكرها وأن نستخدمها فى طاعته سبحانه.
[ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ]
تابع أيضا موضوع: الراية لك احملها بالضعط هنا
تابع أيضا موضوع : تريد الدنيا بين يديك ؟.. تفضل ولكن ماذا بعد؟ .. !!
6تعليقات
Comments feed for this article
7 ديسمبر 2009 في 5:50 م
رينا
اشكركم على هذه المواضيع اللمتازة التي تريح القلب وتشعر ال
7 ديسمبر 2009 في 5:52 م
رينا
اشكركم على هذه المواضيع الممتازة التي تريح القلب وتشعر النفس بالطمئنينة
17 جانفي 2010 في 4:06 م
rawan
السلااااااااااااا عليكم
لو سمحت انا محتاجة توضيح اكتر
ازاي اقي نفسي من الحسد خاصة اني طالبة
واخشي كثير من الحاقدين علي والحاسدين
بدون اي ذنب
فاريد الوقاية من حسدهم
3 فيفري 2010 في 2:35 ص
Ezz Abdo
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختنا الكريمة rawan
عليكم بالاذكار صباحا ومساءا والطهارة وذكر الله
وشكر النعم .. فالنعم تزيد بالشكر ولا تزول
أما الحسد فهو تمنى زوال النعم
بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل الخير
والحمد لله رب العالمين
12 أكتوبر 2010 في 3:28 م
نورهان
انا طالبه بالشهادة الاعدادية واعلم باشخاص معينة تقوم بحسدي انا واسرتي دائما ولا اعرف ماذا افعل معهم علما انهم متفوقين ويكونوا دائما من الاوائل ويكرهوا ان اكون ان واخوتي مثلهم ويتمنوا زوال نعمتنا علما ايضا انهم في حالة يحسدوا عليه والله احنا كرمه جدا معهم وهم شح جدا معنا وبستخسروا فينا الهواء الذي نتنفسوا مذا افعل
20 أكتوبر 2011 في 9:15 م
عمر - أبو ذر
جزاك الله خيرا على الموضوع أخي وجعله خاصا مقبولا
تنبيه يوجد خطأ مطبعي في الآية أعلاه :(فأما اليتيم فلا تقهر)
ولا ننسى كما أشرت أخي الأذكار كأذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وغيرها التي لاتحفظ الإنسان بإذن الله من أعين الناس فحسب بل تحفظه حتى من الجن والشياطين فهي حصن حصين للمسلم ونعمة من الله تحتاج الى شكرها بممارستها والمحافظة عليها.