التوبة إلى الله
سبحان الله العظيم
هى قصة ربما تتكرر كل يوم وتستطيع أن تقول كل ساعة وكل دقيقة…
حين ترى الشاة ذئبا فإنها مباشرة تهرب منه، وحين يشعر الحمار الوحشي بأسد فإنه يفر هاربها بأقصى سرعة، لأن فى الذئب والأسد هلاك كلا من الشاة والحمار ولكن العجيب من أمر الإنسان لماذا لا يفر حين يرى المعاصى والسيئات ؟
اذا كان الحمار الذى لا يعقل يفر … فماذا يفعل العاقل ؟
فالذئب والأسد هما الهلاك لهذه المخلوقات الضعيفة .. فما هو الهلاك بالنسبة للإنسان … هل هى الزلازل والبراكين والجرائم والحرائق ؟ ام إن هناك ما يهلك الإنسان وهو أشد فتكا من كل هذا ؟

انها المعاص والسيئات لهذا قال لنا ربنا ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا .. فر من هذه المعصية .. فر كفرارك من الاسد أو الذئب أو أشد ..
هل سمعت يوما صوت الشهوات وهو يعوي بداخلك … تماما كما يعوي فلماذا لا يهرب المسلمون؟الذئب .. هذا الصوت الذي يجب ان تفر منه وتبتعد عنه .. انه يعوى بالصور على الإنترنت أو يعوى بافلام على الهواتف أو يعوى فى كلمات صديق فاسد يريد أن يجرك فريسة سهلة للشهوات .. ليسخر منك الشيطان …
فلماذا لا تفر من هذه المعاص … ومتى يمكن أن يفر كل المسلمون منها .. ولكن إلى أين نفر ؟
هذا فعلا سؤال وجيه وسؤال مهم جدا
نفر إلى حمى الله … ألا إن لكل ملك حما وحما الله محارمه …
أى انك اذا فكرت بالمعاص ى أو السيئات وهممت ان تفعلها فكأنك .. تتعد ما أمرك به الملك .. وهو أشد رعبا من المعصية نفسها .. والله أشد رهبة من كل المخلوقات أن تنتهك محارمة … وأنت فى ملكه .. بل وأنت كلك ملكه فهو الذى يملكك سبحانه .. كأنك تصرخ وتقول ها أنا أتعد على الحد الذى خططته لى .. إن هذا صعب جداً .. ومؤلم جداً .. وموجع جداً جداً .. انه خطر المعصية
هل رأيت يوما عاقلا يلعب مع أسد جائع هائج مسعور ؟
هل رأيت يوما من سلم رقبته ووضعها بيبن أنياب ذئب دنىء جائع يسيل لعابة النجس على انيابه ؟ هل تقول عن هذا الإنسان انه يتمتع بحياته ؟
ام أنه فعلا يفقد حياته ؟
{ أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }