الحمد لله رب العالمين الشهيـــــة العجيبـــــــة
الذى جعل فى الإنسان الشهية
كل المخلوقات تأكل لتعيش
إلا الإنسان يأكل ليتلذذ
يأكل ليتنعم
يأكل ليتذوق جمال ما خلقه الله له

هذا نوع من الشهية
أما الشهية العجيبة التى اتكلم عن صاحبها هنا
فهي ليس كمثلها شهية
وهي شهية تفوق فى جمالها شهية الطعام والشراب
وهي شهية لا تؤدي إلى تخمة
ولكنها شهية تؤدي لمكان رهيب فى جمالة وروعته

إنها شهية الإيمان

كما قال النبي صلي الله عليه وسلم
” ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان ….”
فهذه الشهية الإيمانيه شىء عجيب
حلاوتها ليست فى اللسان
ولكنها فى القلب

وهي شهية تعجز كل الأقلام عن وصفها
ويعجز كل واصف أن يصفها

والله من ذاق هذه الحلاوة وجمالها فى القلب
لظل يأكل ويأكل ويأكل حتى يصبح كلامه مشعا بنور
ووجهه مشعا بنور
من جمال وحلاوة هذا الإيمان

يا ترى ما هي هذه الشهية ؟
هل تذوقت يوما هذه الشهية الإيمانية ؟
هل فعلا شعرت بشىء يتحرك فى قلبك
أثناء السجود لله ؟
أثناء ذكر الله
أثناء الدعاء لله رب العالمين
أثناء الصيام
أثناء قراءة القرآن
أثناء اخراجك للصدقة
أثناء ذكر الله رب العالمين

الحمد لله رب العالمين
الذى رزقنا هذه الشهية الإيمانية

هل تسمح لى أن أخبرك سرا …. ؟
حسنا
حين تشعر بتعب
بألم
أو بضيق ما

حرك هذه الشهية الإيمانية
ولو قليلا
ستجد شىء عجيب جدا ….. لماذا ؟
لأن من شعر بألم الجوع بادر بالطعام
ولأن من شعر بألم العطش بادر بالشراب

فماذا تفعل أنت حين تشعر بالضيق او التعب أو القلق أو الهم
ما الشىء الذى يمكن أن تبادر إليه لتزيل هذا العطش للراحة والسعادة والسكينة ؟

حرك الشهية الإيمانية
بادر بتحريك هذه الميزة الإيمانية
وستجد فى قلبك حلاوة
تنظف كل الهموم …… وتزيلها
ستجد فى قلبك نورا يبدد كل الظلم …. ويفتت كل الظلمات
إنه نور الإيمان
نعم نور الإيمان فى قلبك أنت

أنر هذا المصباح
فهو أقرب مصباح لديك
وهو أجمل مصباح تملكه
وهو أعظم نعمة يكرمك الله بها

نور الإيمان الصادق
اللجوء لله
والإعتصام بالله
وحب الله

شهية يتنافس فيها من عرفها
ومن ذاقها
ويقول أهل العلم من ذاق عرف

فمتى آول مرة تحركت عندك هذه الشهية الإيمانية ؟
ومتى تتحرك فعلا هذه الشهية الإيمانية
التى لا تولد شحما ولا لحما
ولكنها شهية تولد إيمانا ويقينا
شهية محمودة
شهية لا تنتهي بإنتهاء الطعام
بل باقية
إلى يوم القيامة
باقية فى الجنة
“والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير عقبا ”

الجميل أن الاصدقاء يحبون دائما أن يعزمون بعضهم البعض على المأكولات أو المشروبات

فهل يمكن أن تكون أنت من يفتح شهيتهم الإيمانية؟
هل يمكن أن تكون أنت معدا للولائم؟
هل من الممكن أن يشتاق الناس لما عندك من خيرات
نفس اشتياقهم للطعام الشهي ؟
أسأل الله لك ذلك
وبارك الله فيكم
وجعلك الله من الصائمين
الذين حبسوا شهية ضارة
وفتح الله لهم شهية حلوة

جزاكم الله خيرا
وجعل فى قلوبكم
حلاوة الإيمان ولذة الطاعة
ونعيم الجنة
وحلاوة الصحبة الصالحة

اللهم أجعلنا ممن يقال لهم “كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ”
اللهم آمين