سبحان الله
الذى أنزل القرآن وحببنا فى النبي العدنان وجعلنا أمة وسطا نعلم الأمم ونهديهم بإذنه إلى الجنان .. الجنان [ جمع جنة ] رزقنا الله وإياكم الجنة .. قد يظن كثيرون أن الإسلام دين لكبار السن .. ويقول بينه وبين نفسه سوف أتمتع بحياتى ثم ألتزم عندما أكبر .. وهذه خدعة كبيرة من الشيطان .. يجعل كثيرون يسوفون وكثيرون يظنون أن الإسلام دين لكبار السن .. ولهذا وصانا النبي محمد صلي الله عليه وسلم أن نقرأ سورة الكهف كل يوم جمعه .. وصية منه بإذن ربه .. صلي الله عليه وعلى آله وصحبه الأمين..
فمن هم هؤلاء الفتية ؟ وما هو طموحهم .. وما هى أحلامهم وآمالهم فى هذه الحياة ؟ فتية أصحاب الكهف ؟
من هم أصحاب الكهف .. هل هم أصحاب سن 12 و 13 سنة أم هم أصحاب17 سنة و20 سنة و23 سنة أم هم أصغر أم هم أكبر ؟ … يقول لنا الله سبحانه [نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ] انهم فتية … سبحان الله .. إختار الله كلمة فتية فى القرآن الكريم فى هذا الموضع .. لم يكونوا كبارا فى السن .. بل كانوا شبابا فى بداية الشباب .. ولكن ميزهم شىء مهم .. [ آمنوا بربهم ] فكانت المكافأة من الله رب العالمين [ وزدناهم هدى ] ..
حين يكون الشاب مؤمنا بالله … يزيده الله تذوقا لطعم الحياة .. الهدى شىء ليس له مثيل .. وفرحته تجعل الإنسان منطلقا بكل قوته وبعنفوان شبابه حبا فى ربه ودون خوفا من أى شىء .. وزدناهم هدى .. هذا الهدى يزداد .. كلما عملت وأطعت الله بإيمان .. يزيدك الله أيها الشاب هدى .. [ ولإن شكرتم لأزيدنكم ] كرم وفضل ومنة من الكريم سبحانه .. إنه الدين الذى يجد الشباب فيه راحتهم .. ويجد الشباب فيه بغيتهم ونعيمهم الذى يبحثون عنه ….
معظم المبدعين فى الدول المتحضرة من الشباب .. [فتية]
وكثير من رجال الأعمال الواعدين والمتحمسين والمصممين من الشباب [ فتية] ماذا يريدون فى الحياة الدنيا ؟ الملذات والمتع .. ثم ماذا بعد هذه الملذات والمتع … والتى يملون منها بسرعة .. لابد انهم يريدون شيئا لا يملون منه .. شيئا يعطيهم لذة متجددة .. تزداد وتزداد فى كل مرة .. لا تنقطع ولا تنفذ .. ولا تتكرر .. بل يتجدد طعمها فى كل مرة ….
هؤلاء أصحاب الحضارة الحالية أمنوا بنفسهم [ فكانت متعتهم فانية لا طعم لها ] .. وأصحاب الكهف [ أمنوا بربهم ] فأصبحت لذتهم ومتعتهم متزايدة .. [ وزدناهم هدى ] نقية متجددة فريدة من نوعها …. هى هداية الله لهم وإحساسهم بهذا الهدى …
أصحاب الكهف .. تركوا ملذات الحياة .. وتركوا الحياة المنعمة .. وهم أصحاب الأوراق النقدية .. التى تكفل لهم انواع المتع المنتشرة فى وقتهم .. تركوا ما يسعى خلفة شباب اليوم .. وكانت لهم آمال وطموحات .. تجعل من عرفها وشعر بها يبكى حبا لهم وحبا لطموحهم وآمالهم .
[إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى]
على الرغم من ضلال آبائهم .. وضلال قومهم .. إلا أنهم كانوا فتية آمنوا بربهم
ترك أصحاب الكهف الأموال والديار .. وذهبوا لكهف .. تركوا التنعم بالأموال [ ورقهم ] وتركوا آبائهم .. بحثا عن ماذا ؟
ما هو الشىء الذى بحث عنه الفتية ؟ ولم يجدوه إلا فى الكهف ؟ وماذا تريد أنفس فتية اليوم وتبحث عنه ؟ الكهف اساسا لا يوجد فيه شىء
فما الذى وجدوه فى الكهف …. ولم يستطيعوا ان يجدوه خارجه .. لدرجة انهم تمنوا أن يبقوا فى هذا الكهف ؟
[ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ]
أرادوا الإيمان .. وبحثوا عن مكان يعبدوا الله فيه … فلم يجدوا إلا الكهف … لم يكن مساجد كما هو اليوم.
ولم يكن قومهم يتركونهم يعبدون الله .. فذهبوا إلى الكهف [وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ]
اعتزلوا قومهم وما كان يعبد آبائهم … ولم يريدوا إلا الله .. ولم يريدوا إلا عبادة الله .. فذهبوا للكهف إيواء لهم .. عن أعين قومهم
أصحاب الكهف بعد ان توفاهم الله حقق أهل مدينتهم أمنيتهم .. واتخذوا عليهم مسجدا .
كل أمل أصحاب الكهف هؤلاء الفتية .. أن يكون هناك مكان يعبدون الله فيه ..لم يجدوا إلا الكهف .. ولم تتحقق امنيتهم الغالية هذه إلا بعد موتهم …
فأين فتية الإسلام اليوم … فى أى أماكن .. ويشاهدون أى قنوات … والفطرة الصحيحة تجعل الشاب لا يرتاح فى أى مكان .. كما يرتاح فى المسجد .. وكما يغدو ويذهب للمسجد .. وكما يلتقى بإخوانه كل يوم 5 مرات … فى المسجد .
كانوا يعبدون الله فى الكهف … فى الخفاء .. لا يراهم ولا يعلم بعبادتهم أحد .. كانت عبادتهم أغلى شىء عندهم .. إستغنوا عن المال وعن البيت وعن كل شىء حتى عن الأهل .. فى سبيل أن يعبدوا الله …. كانوا يريدون مكانا يعبدون فيه الله …الكهف … سورة الكهف .. الله العظيم يعبد فى كهف !!!
يخافون أن يشعر بهم الناس [ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ]
هل كان انتشار الكفر ومحاربه الإيمان يجعل الفتية الأقوياء لا يستطيعون أن يعبدوا الله إلا فى كهف ؟ إلا فى كهف ؟ يصلون ويقومون الليل … ويدعون الله وحده .
انظر ماذا يقول لنا ربنا عنهم
[وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ]
لأنهم أحبوا عبادة الله فى مكان آمن .. أحبوا أن يكونوا فى مسجد ..بهدوء وسكينة الإيمان .. قال الذين عرفوا حقيقة أصحاب أهل الكهف ومناهم وأملهم… لنتخذن عليهم مسجدا … سنجعلهم يشعرون أنهم فى مسجد حتى بعد أن ماتوا .. تحقيقا لحلمهم وأمنيتهم التى لم يستطيعوا أن يحققوها فى حياتهم ..وكانوا صادقين فى رغبتهم لمثل هذا المكان .. [ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ]
مسجدا … كانت آخر كلمة فى قصه أصحاب الكهف … كما كانت آخر مناهم وأملهم فى الدنيا .. أن يكون لهم مكان آمن يعبدون الله فيه .. ولم تتحقق فى حياتهم هذه الأمنية الغالية .. كانوا يخافون أن يشعر الناس بهم .. ويخافون أن يشعر الناس بعبادتهم لله .
فهل كان يوما من الأيام مجرد الصلاة فى مسجد أمنيه عظيمة جدا لا يمكن أن تتحقق لمجموعة من الفتية .. حتى وإن كان معهم من يحرسهم !!
[ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى]
أول ما فعل النبي فى المدينة صلى الله عليه وآله وسلم …. آن بنى مسجدا
ويوم الجمعة هو اليوم الذى يجتمع المسلمون كلهم فى صلاة الجمعة وترى المسجد عامر ملىء بالمصلين …!!
فتية وكبار .. ويقتدون جميعاً بالفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم ربهم هدى
[ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ]
فما هى مكانة المسجد عندك وحرصك على الصلاة فى المسجد ؟
تستطيع أن تتابع أيضا موضع: { رجاء أن تتوب أخى وتعود إلى الله فورا }
8تعليقات
Comments feed for this article
10 أفريل 2009 في 1:56 م
اَلْجُمَآنْ..
أصبحت في هذا الزمان أوقات العباده لا تقارن بأوقات اللهو المضنية ..!! للأسف
فهو يلهو طِوال اليوم ولا يذكر الله إلا دقيقتين او ثلاث في كل صلاة ..
)(
إضافة ( فتية) >الفَتَى الشاب و الفَتَاةُ الشابة وقد فَتَي بالكسر فَتَاءً بالفتح والمد فهو فَتِيُّ السن <
تفسير هذه الآية وهو ما أذكره من دراستي
[ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ]
أن أهل بلدتهم بعد أن اكتشفوهم أحبهم بما عرفوا عنهم من زهد وورع وحب للعبادة
فأرادوا أن يبنوا على قبورهم مساجد حباً لهم ( وهو شي لا يجوز في الشريعة )
🙂
جزيتً خيراً
11 أفريل 2009 في 9:09 ص
محمد الجرايحى
أخى الفاضل: عز عبده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشباب هم مستقبل وأمل الأمة ، وهم حملة رايات الأمة
وإذا كان هؤلاء الشباب على تقوى من ربهم ويمشون على الصراط المستقيم
كيف سيكون حال هذه الأمة ؟؟؟
الخير كل الخير.
هذا على المستوى العام.
أما على المستوى الشخصى الفردى هو حماية من الفتن والسقوط صريعاً فى الهاوية
حفظ الله شباب الأمة.
وبارك الله فيك أخى الكريم وأعزك
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وحسن طاعتك
اللهم آمين
11 أفريل 2009 في 9:10 ص
محمد الجرايحى
والشكر موصول للأخت الفاضلة: الجمان
على الإضافة الطيبة
11 أفريل 2009 في 6:41 م
Ezz Abdo
بارك الله فيكم اختنا الكريمة اَلْجُمَآنْ..
مهم جدا عندي فى هذا الموضوع إظهار قيمة المسجد … سميت سورة الكهف .. لأن هذا المكان عبد هؤلاء الفتية الله فيه … لم يكن لهم مكان للعبادة .. كان الخوف حولهم ولم يكن لهم أمان إلا الكهف … كان كل أملهم أن يكون هناك مسجد يسجدون لله فيه ويعبدون الله فيه … قبل بعثة الرسول صلي الله عليه وسلم .. لم تكن العبادة تصلح إلى فى مكان العبادة .. وهو فضل لأمة النبي على سائر الأمم والأنبياء بأن جعلت له الأرض مسجدا وطهورا .. صلى الله عليه وسلم … هدفى من هذا الموضوع ان نعرف قيمة وأهمية المسجد .. وان هناك وقت مر على المؤمنين كان أقصى أحلامهم ومناهم … مكان يعبدون الله فيه .. فكيف هذه النعمة الآن وكيف هو شكرها ؟
جزاكم الله خيرا على التأصيل حول القبور والمساجد .. وهو الأمر الهام هنا … وأردت أن أركز حول أهمية المسجد خاصة بالنسبة لأهل الكهف.. وكيف تكون لنا نظرة للقصة بما يفيد واقعنا وحاضرنا الآن … بارك الله فيكم على الشرح والتوضيح .. ووفقكم الله لكل الخير.
11 أفريل 2009 في 6:48 م
Ezz Abdo
أخي الكريم محمد الجرايحى كم تسعدنى توضيحاتكم الجميلة
وقلمكم النابض بالحياة ينشرها فى جسد التدوين … جزاكم الله خيرا
واجبنا أن نوضح للشباب ما يحتاجون .. وأن نكون كالمصابيح تضيء لهم الطريق والصراط وهم الذين يختارون .. وانا على ثقة ويقين من حسن تصرف شبابنا وإختيارهم .. حفظهم الله ورعاهم وثبت على الحق خطواتهم … إنهم فتية أحبوا العبادة … وأحبوا مكان يكون لهم يعبدون الله فيه … 309 سنة .. تجد فيها إنسان نائم .. على نية أنه يحب عبادة الله وسيستيقظ ليتقوى على العبادة …فكل يوم وكل ليلة تمر عليه وهو نائم يكتب الله له الثواب كأنما صلى وقام وزكى وصام … ونستطيع نحن أيضا أن نحوز مثل هذا بالنية والعبادة الخالصة لله بان ينوى الإنسان حين ينام أن يكون نومه هذا قوة له وراحة لأداء العمل والعبادة … اللهم ارزقنا النية الخالصة وأحسن أعملنا يارب العالمين .. والحمد لله رب العالمين .
جزاكم الله كل الخير أخي الكريم محمد ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه
حضوركم ومشاركتكم قيمة ومفيدة جدا
زادكم الله من فضلة
27 أفريل 2009 في 1:53 ص
إنهم فتية … !!! « مختارات من الرسائل الإسلامية المفيدة
[…] نقلا عن مدونة ظلال وعيون للأخ عز عبده […]
27 أفريل 2009 في 10:21 م
Ezz Abdo
بارك الله فيكم اخوانى فى مدونة مختارات من الرسائل الإسلامية المفيدة
جزاكم الله عنى كل الخير … ووفقكم الله لما فيه الخير فى الدنيا والآخرة
والحمد لله رب العالمين
28 أفريل 2009 في 9:15 م
رجاء أن تتوب أخى وتعود لله فورا رجاء « ظــــــــــــلال وعيــــــــــــون ( تنعم بالظــلال وشاهد العيــون )
[…] تابع أيضا موضوع : ( إنهم فتيـــــــــــــــه ) […]