
شاهد إنسجام وتناسق حبات الرمال معاً وهل نحن منسجمون مثلها ؟
سبحان الله العظيم الذى خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاء أحوى … حبات الرمال .. خلق الله منها الإنسان .. فهل فى يوم نظرت لنفسك على أنك حبة من رمال ؟
هل رأيت كيف تصطف حبات الرمال فتكون التلال والجبال ؟
هل رأيت يوما حبات الرمال وهى مجتمعة متآلفة ؟
هل رأيت يوما تجانس حبات الرمال وعدم نفورها من بعضها البعض ؟
هل يوما فكرت … لماذا خلقنا الله من تراب ؟ له سبحانه حكم كثيرة وكلها لنا نافعة فانظر لهذه الحبات كيف تتجمع وتتآلف وتتجانس فى أى مكان وضعتها فيه ؟
هل رايت أن حبات الرمال لا يهمها المكان الذى جمعها … ولكن المهم أن تكون مجتمعةً معاً؟
هل رأيت أن حبات الرمال تتشكل بشكل المكان التى هي فيه ( قارورة أو زجاجة ) ولكنها لا تبتعد عن بعضها ؟
هل هذا ما يحبه الله لنا ؟
كيف يمكن أن نكون كحبات الرمال متقاربة متآلفه لا تنفر من بعضها ؟
كيف يمكن أن يكون إأتلافنا نحن كبشر .. كمسلمين .. مؤمنين أننا خلقنا من تراب … وسنعود للتراب .. وسندفن فى التراب
هل الكبر والحسد والنفاق والخيلاء .. تكون بين حبات الرمال ؟ انظر لمصير الإنسان
هل رأيت حبات الرمال تتطاول وتتعجرف على بعضها …. خلقنا الله من هذا التراب ومن هذه الحبات المتراكمات
منها التلال ومنها الجبال ومنها تتكون الصخور إذا التحمت مع بعضها بقدرة العزيز الجبار .. هل هكذا يارب تحبنا أن نجتمع ونلتحم ..!!!
عندما تختلط حبات التراب … بحبات الماء .. تصبح أكثر تماسكا لا تتنافر ولا تتباعد ولا تتباغض ولا يلفظ بعضها بعضا … هل تريدنا هكذا يارب هل هذا هو الإنسان الذى تحبه.. كحبات الرمال ؟؟؟
لا يغتب بعضها بعضضا , ولا يحسد بعضها بعضا , ولا يلوم ولا يهين بعضها بعضا…
كصفات حبات الماء أيضاً …
مجتمعة متجانسة متآلفة … تتشكل بشكل المكان الذى يحويها .. مع تماسكها بصفاتها وخصائصها لا تتبدل ولا تتغير .. نقية صافية طاهرة
هل لهذا نتوضأ بالماء فإذا نفذ … تيممنا بالتراب ؟ لأنه كله فيه طهر ونقاء … هل هذا ما بداخلنا يارب … هل هذا ما تريدنا ان نفكر فيه ونعرفه ياربنا ؟
انظر لنفسك فى بيتك .. و فى عملك .. وفى المسجد .. هل نحن كقطرات الماء وحبات الرمال مجتمعين متآلفين
كيف يمكن أن نصبح فى صدقنا وأخوتنا فى الله كهذه الحبات … تراب .. وماء … كما خلقنا الله ..!!!
[ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ]
رغم انتشاركم … إلا أنكم تحبون أن تجتمعون .. تجتمعون فى بيوت الله … وتجتمعون على ذكر الله .. وتجتمعون فى طاعة الله
العجيب حين نتدبر حكمة من أرسله الله سبحانه وسط الجبال والتراب ( صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأحباب )
حبة التراب منفصلة ليس لها قيمة … حتى ربما لا تراها العين …فانظر للجبال .. ومما تتكون .. حتى تعرف عظمة الإجتماع والتآلف بين المسلمين
وكيف يحب الله أن يجتمع ويتآلف عباده المؤمنين { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ } على الرغم من ضعفهم وقلة عددهم إلا ان طاعتهم لربهم و إصطفافهم وطاعتهم لرسولهم صلى الله عليه وسلم … جعلت ربهم يحبهم … سبحانه …..
نحن كحباتٍ من تراب .. تنتشر .. وتسعى .. وتنتقل من مكان لمكان .. ثم تعود .. لتدفن فى مكانها وسط التراب .. وسط حبات الرمال.
فإلى أين المآل يا حبات الرمال ؟ كما كنت مجتمعة فى الدنيا .. يجمعك الله يوم القيامة .. وكما كنت فى طاعة .. يجعلك الله فى طاعة وسعادة …
{ قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } هكذا يسأل الناس كلهم
ويخبرنا ربنا سبحانه بكلامه ويقول لنا
{ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى }
اللهم ارحم التراب .. حين يصير إلى التراب
تابع أيضا موضوع : خواطر من القلب ( مدونة بـــوح القلـــــم )
4تعليقات
Comments feed for this article
12 أفريل 2009 في 12:43 م
محمد الجرايحي
بارك الله فيك وأعزك
أخى الفاضل .. جميلة هى كلماتك
تحرك المشاعر وتوقيظها
وتنشرح لها الصدر والعقول
جزاك الله أخى خير الجزاء وجعل هذه المدونة الطيبة فى موازين حسناتك
اللهم آمين
12 أفريل 2009 في 7:11 م
Ezz Abdo
وفيكم بارك الله وأعزكم أخى الحبيب محمد الجرايحي
أصدق ما فى الإنسان مشاعره … وهي الشىء الوحيد الذى لا يستطيع الإنسان أن يكذبه
لهذا جعل الله كتابه محركا للمشاعر … وهاديا للعقول … ومطمئنا للقلوب … ونافعا للأجساد …
اللهم اجمعنا فى الجنة يارب وانصرنا واحفظنا من النار يوم يقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا …..
جزاك الله عنى خير الجزاء أخى الكريم
13 أفريل 2009 في 10:11 م
بوح القلم
والله ياخي عز كلامك غريب لكنه منطقي جداً سبحان الله نبهتني الى امر
ان ذرات الرمل لوحدها لاشيء لكن مع بقية الذرات اصبحت عظيمه لها شان
ليت الانسان مثلها يتالف مع الجميع ويكون عظيم بالتعاون ..مشكور وجعل ماخطت يمينك في ميزان حسناتك
13 أفريل 2009 في 10:25 م
Ezz Abdo
و إياكم اختنا الكريمة بوح القلم جزاكم الله كل الخير … وأشكر حضوركم الطيب وكلماتكم ودعواتكم الطيبة
ذرات الرمال لوحدها لا شىء … وحتى تصبح شيئا تحتاج لأمرين الإيمان والطاعة
حينها تصبح {كأنهم بنيــــــــــــــــــــــان مرصــــــــــــــــــــــــــــــــوص} هكذا تقول الآية
هذه الألفة والإصطفاف جعلها الله لعبادة المؤمنين به الصادقين كل فى مجال عمله وكل فيما وهبه الله من نعم
{وجاء ربك والملك صفا صفا وجىء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتنى قدمت لحياتى }
ماذا يتذكر الإنسان حين يرى إصطفاف الملائكة صفا صفا ؟
بارك الله فيكم وجزاكم الله كل الخير , والحمد لله رب العالمين