كم تحزننى هذه الآية عندما يعكس بعضنا معناها
وعندما يحاول البعض أن يروج معانى غير صحيحة لشهر رمضان المكرم
الآية تجىء كإعتذار من سيدنا موسى عليه السلام عن العجلة وتركه لقومه والمسارعة إلى الله بدونهم

وهو أمر غير محمود … لأن مهمتك هى رفع المجتمع إلى الله وأنت معهم … لا أن تتركهم وتذهب وحدك لله
يحزننى أن كثيرون يأخذون هذه الآية وهم لا يدركون …

شعار رمضان وعجلت إليك رب لترضى

العجلة الغير محمودة والتى تسبب المشكلات فى الطاعة والعبادات والتى يترك الفرد فيها الناس من حوله ويريد أن يذهب بمفرده لله رب العالمين


لا يدركون معناها الحقيقي … وقد جاء العقاب مباشرة فى الآية التالية

” تفسير الطبرى ”
( وما أعجلك عن قومك يا موسى ( 83 ) قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ( 84 ) ) [ ص: 349 ] يقول تعالى ذكره : ( وما أعجلك ) وأي شيء أعجلك ( عن قومك يا موسى ) فتقدمتهم وخلفتهم وراءك ، ولم تكن معهم
( قال هم أولاء على أثري ) يقول : قومي على أثري يلحقون بي ( وعجلت إليك رب لترضى ) يقول وعجلت أنا فسبقتهم رب كيما ترضى عني .

الآيات التالية مباشرة هى
{ قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ( 85 ) فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي ( 86 ) }

كان الغضب والاسف من سيدنا موسى عليه السلام لأنه ترك قومه وتعجل ولم يكن معهم كما أمره الله رب العالمين .
يقول الطبرى فى تفسيره

” يقول الله تعالى ذكره قال الله لموسى : فإنا يا موسى قد ابتلينا قومك من بعدك بعبادة العجل ، وذلك كان فتنتهم من بعد موسى .

ويعني بقوله ( من بعدك ) من بعد فراقك إياهم يقول الله تبارك وتعالى ( وأضلهم السامري ) [ ص: 350 ] وكان إضلال السامري إياهم دعاءه إياهم إلى عبادة العجل .

وقوله ( فرجع موسى إلى قومه ) يقول : فانصرف موسى إلى قومه من بني إسرائيل بعد انقضاء الأربعين ليلة ( غضبان أسفا ) متغيظا على قومه ، حزينا لما أحدثوه بعده من الكفر بالله . ”

فكانت العجلة غير مطلوبة … حتى وإن كان مبررها رضا الله رب العالمين

وأرى كرأى شخصى لا ألزم به أحد
أن شعار رمضان وعجلت إليك رب لترضى … شعار لا يصلح لنا … لأننا لا نعيش منعزلين يعيدين عن المجتمع نتركه لوحده ونسابق نحن بالطاعة … ونترك الآخرين لأننا سبقناهم

تماماً كشعار … لن يسبقنى إلى الله أحد
وهو شعار واه … فنحن نؤمن أن الأنبياء والصديقين والشهداء قد سبقونا عند الله
وليس العبرة أن لا يسبقك لله أحد
ولكن العبرة أن تكون صادقاً فيما بينك وبين الله عز وجل
وكما قال أهل العلم ( ليس العبرة بمن سبق ولكن العبرة بمن صدق )

والله أعلى وأعلم

كتبه
عز عبده 14-7-2012