
يقول كثير من فتيان اليوم العلم والحضارة ... هما بغيتنا ... وهذا جيد .. فهل يحق لهم سوء الأدب بغية الوصول للعلم ؟
هل يوجد علاقة بين العلم والأدب ؟
طوال عمرنا .. ونحن نستمع لأهلنا يقولون لنا … الأدب فضلوه عن العلم .. ولكن حال العصر الآن يقول أن العلم فضلوه عن الأدب … فهل فعلا انعكس الموضوع …. ؟ بين الأدب والعلم !!!!
ونحن الآن فى عصر العلوم … وعصر العلم … هل نقول نترك العلم … ونتمسك بالأدب ؟
إذا كان الأدب فضلوه عن العلم …. كما يقول أهلنا ؟ أم ماذا نفعل …. ؟
ربما يحتاج الأمر لإيضاح
إن العلم فضيلة … والأدب فضيلة … ولا مجال للمقارنه بين فضيلتين
فالمقارنه تكون … بين العلم والجهل
وبين الأدب وقله الأدب
ولكن الحقيقة المهمة … أن من لا يملك الأدب لا يملك العلم
من لا يملك الإحترام … وإن إدعى الإحترام … لا يصل ابدا للعلم … حتى وإن أراد ذلك .
لهذا نجد الله سبحانه وتعالى عندما وصف نبينا صلى الله عليه وسلم
قال سبحانه ( وإنك لعلى خلق عظيم ) على الرغم من أن نبينا صلى الله عليه وسلم جاء بأهم أنواع العلم .. وجاء بارقى وأشرف نوع من أنواع العلم … وهو العلم بالله ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )

هل العلم هو الذى يحفظ الأرض ؟ أم أن للأرض رب يحفظها .. وهو الذى يفتح لنا أبواب العلم ؟
فالعلم هنا من ضرورات الحياة ( العلم بالله ) لأن من جهل بالله … فهو جاهل وإن حاز كل العلوم الأخرى
لأن هذا الإنسان عَلِمَ عن المخلوق …. ولم يَعلم عن الخالق … والمخلوق يموت ويفنى … والعلم بالمخلوق .. يتغير ويتبدل ويفنى أيضاً .
وكذلك الأدب … فمن تأدب مع كل الناس … وقل أدبه وحياءه مع الله … فهو معدوم الأدب
وتأدبنا مع الله سبحانه جعلها الله ( خشية ) وهو شعور عظيم
دقيق … لا يعلمه إلا من ذاقه
لهذا قال سبحانه ( إنما يخشى الله من عباده العلماء )
فهى آية جمعت بين قمة الأدب …. وقمة العلم .
هؤلاء أكثر أهل الأرض علماً …. هم أكثر أهل الأرض لله خشية
يعرفون نعمة
ويعرفون آلاءه
ويعرفون عظمته
ويعرفون قدره سبحانه
يعرفون كل هذا …. عن علم …. فهل هم من حازوا هذا العلم من أنفسهم
هل هم من حازوا هذه الخشية … وهذا الأدب وهذا العلم …. من أنفسهم ؟
يقول لنا سبحانه ( واتقوا الله … ويعلمكم الله ) …
الغريب أنك تجد كثير … من الجهله … يقولون سنتعلم .. بعيدا عن الله
سنحوز العلم …. ونتقدم … ونقدم الحضارة والرقى …. بدون منهج الله
لم يتأدبوا … حتى …. مع الله … ولا حتى مع الخلق … ويدعون أنهم سيتقدمون .
فهل فعلا ……………. سيتقدمون ؟
نبهنا النبي صلى الله عليه وسلم لنوع مهم جداً من الأدب
وهو الأدب مع العلماء
فقال عليه الصلاة والسلام ( ليس منا … من لم يوقر كبيرنا … ويرحم صغيرنا … ويعرف لعالمنا قدره )
أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
فماذا نفعل فى زمن … قل فيه الأدب … وقل فيه العلم …. وسخر الجهله … ممن يخشون الله ؟
حسبنا الله ونعم الوكيل
6تعليقات
Comments feed for this article
26 جويلية 2009 في 3:19 م
احمد
.
.
.
أخي عز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
26 جويلية 2009 في 9:56 م
Ezz Abdo
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفقكم بارك الله أخي الحبيب أحمد
اللهم أجزيكم عني كل الخير
وقربكم من رضاه ومودته وجنته سبحانه العظيم الكريم الرحمن الرحيم
أسعك الله فى الدارين .. ورزقك صحبة الشهداء والصالحين .. ومجاورة النبيين
عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم
جزاكم الله خيرا أخي الكريم أحمـــــــــــد
30 جويلية 2009 في 8:53 م
محمد الجرايحي
أخى الحبيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاتستقيم الحياة بالعلم دونما الأدب
وكذلك لاتستقيم بادب دونما علم
لابد من الاثنين معاً ..هما بمثابة الجناحين لطائر الحياة
بوركت وبورك قلمك
أخوك
محمد
31 جويلية 2009 في 11:00 ص
Ezz Abdo
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا تستقيم الحياة …….. بالعلم ………… دونما الأدب
وكذلك ….. لا تستقيم بأدب دون علم …..
بارك الله فيكم أخي الحبيب
اللهم ارزقنا هذا الطائر … الذى يطير
فقد سأمنا من الطائر الذى لا توجد له أجنحة ولا يطير ولا يملك حتى ريشاً
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ….. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
1 أوت 2009 في 9:13 م
آمنة
يزداد قلبي نوراً حين أقرأ هكذا تدوينات
بارك الله فيك
2 أوت 2009 في 6:30 ص
Ezz Abdo
وفيكم بارك الله أختنا الكريمة آمنة
هو من بعثه الله سبحانه … بالحق
ليعلم الناس … الخلق العظيم …
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
بعثه الله أميا …. لنعلم أن العلم الهام .. هو العلم بالله
وأننا نستطيع أن نتقدم ونرقى بين الأمم
حتى وإن سبقونا بآلاف السنين الضوئية
لأنهم يتقدمون فى علوم مادية متغيرة متبدلة …. ونحن نتقدم فى صلة واقعية بيننا وبين ملك السموات والأرض لا تتغير ولا تتبدل … بل هي أساس التغيير الحقيقي
بادب وصدق وعبادة وعمل … فنكون نحن أكثر عملا.. وأكثر صدقا وأكثر إحسانا ( والله يحب المحسنين )
رزقكم الله تمام الأخلاق وكمال الأدب … مع العظيم الرحيم .. رب السموات والأرض .. ورب العرش العظيم