
أخوك المسلم يحبك ويحب لك الخير ... إنها ثمرات وعلامات الصدق .. فى عبادة الله
سبحان الله
أرسل رسوله الأمين ليعلمنا المعانى التى نتذوق بها طعم الحياة ( صلى الله عليه وسلم )
اليوم تجد شيئا عجيبا
تجد سوء الظن متفشى فى الناس
تفكير عجيب
ظن سوء بكل شىء
وظن سوء بكل شخص
وظن سوء بكل حدث … !!!!
لماذا كل هذا …. ؟
السبب بسيط جداً … وواضح … إنه حب الدنيا
فكلما تعلق القلب بالدنيا … كلما أحبها وخاف عليها
وظن سوءً فيمن عطله عنها … أو فيمن أخرها عنه

كم هو الفرق بين تعلق القلب بالله ... وتعلق القلب بالدنيا ؟ وكم يرتاح من أحب لله ... وكم يتألم من أحب للدنيا ؟
من أصعب ما يمكن فى هذه الدنيا .. أن يظن الناس فيك سوء
من عوامل المادية البحتة … أن يراك الناس مسىء حتى تثبت حسن نواياك
وإن أحسنت حسن نواياك …. وبدر منك خطأ …. حتى ن كان غير مقصود
فأنت بهذه الفعلة عدت فى مرحلة أسوء من البداية ….. إنه سوء الظن
وأخاف أن أقول إنه تعلق بالدنيا ….. والتعلق بالفانى
لأن حسن الظن بالله …. يجعلك فوق الدنيا وفوق سفاسف الأمور … وزائلها
ولأن سوء الظن بالناس …. يعنى أنك لا ترى رب الناس … بل ترى الناس
وتفرح بفعلهم لك …. وتنسى من خلقهم … لتنتفع أنت بهم
سوء الظن يعنى أنك …. لا ترى الملك .. بل تغضب وتريد أن تحكم سيطرتك على المخلوق
وأنت مخلوق مثله …. لا حول لك ولا قوة
لهذا علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم ( حسن الظن بالله )
وحسن الظن بالأخوة …. وإعطاء بدل العذر سبعين عذراً … تظن أن بهم الخير من أخوك
كم تزول مشاكل من واقعنا … إن نحن فقط أحسنا الظن بالله
كم يمكن أن يصفوا فكرنا إن طبقنا فقط هذه القاعدة الربانية … ( حسن الظن )
يقول ربنا فى الحديث القدسي [ أنا عند ظن عبدى بى فاليظن عبدى بى ما شاء ]
الحمد لله رب العالمين …. الرحمن الرحيم … مالك يوم الدين
كل هذه صفات تجعلك تعرف الله وتحسن الظن به سبحانه
من خطورة هذه المسألة وصف الله سبحانه فى سورة الفتح … الكافرين والمنافقين … بوصف واحد
هل تعرف ما هو أخي الكريم …. ؟
إنه وصف مؤلم … صعب …. موجع .. كله ألم
يقول سبحانه { ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله …… ظن السوء
عليهم دائرة السوء وغضب الله عليه ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا }
عذاب عظيم …. والذنب هو سوء الظن بالله

مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد والواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
يخبرنا سبحانه بحقيقة مرعبة
{ عليهم دائرة السوء }
الأمر يدور عليهم … وينقلب عليهم …. كما يظنون كما يحدث لهم
والظن … شىء لا يبوح به الإنسان …. ولكنه يعتقد بأنه الحق والواقع
الظن .. شىء فى أعماق الإنسان … لا يدركه إلا الإنسان نفسه
والعجيب أنه ما يحدث له فى حياته …. كله من دائرة ظنه
فكيف يمكن أن تأتى لنا مقادير الله بالخير … إن نحن فقط أحسنا الظن ؟
عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم … أخا بين المهاجرين والأنصار
فأصبح كل أخ منهم لا يظن بأخيه إلا الخير
أصبح كل مسلم لا يظن بالمسلمين إلا الخير
أصبح كل مسلم يرى مجتمع الصدق والنور والطهر والعفاف
فهل هذا حالنا اليوم ؟
فى الماضى الصحيح … كان المتهم برىء إلى أن تثبت إدانته
أما الآن …. فكل مسلم متهم … حتى تثبت برائته … وبعد ثبوت برائته … بالتأكيد ستظهر إدانته
فهو مجرم مجرم
يكره يكره
ويحسد
ويريد زوال النعمة
هكذا يصور الشيطان أخوك لك
وهكذا يصور الشيطان أختك لكِ
وهكذا تتم الوقيعة بين المسلمين … وتفرقهم
فهل فارقت أخ لك …. بسبب الظن ؟
هل فارقت أخت لك بسبب الظن ؟
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتى له الرجل ويخبره بجريمة الزنا ( أعلنها الرجل صراحة )
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لعلك قبلت ؟ ) ….. هل ترى حسن ظن النبي به ؟
لعلك .. لعلك …. كله من حسن ظن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الإنسان … المكرم عند ربه
وكن على يقين أن أخوك يحبك … فهذا أصل الإسلام … وأصل الإيمان
{ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }
فهل رأيت حقيقة أخيك الصادقة …. أم أنك تتهمه بعدم الإيمان ؟
انها معان الأخوة فى الله
والحب فى الله
والبغض فى الله
فلا يمكن أن تحب فعل إنسان لم يؤمن بالله وأعلن هذا بعمله
ولا يمكن أن تبغض فعل إنسان آمن بالله وأعلن هذا بعمله
اللهم ارزقنا حسن الظن بإخواننا … واجعلنا يا ربنا ….. من المؤمنين
8تعليقات
Comments feed for this article
25 جويلية 2009 في 9:30 ص
خالد الحشاش
ما شاء الله على هذا الطرح الراقي الجامع المانع
بارك الله فيك
25 جويلية 2009 في 9:53 ص
سوسن امين
السلام عليكم, حسن الظن بالناس شيء صعب, لكنه مريح, لان التفكير في نوايا أفعال وأقوال الناس من حوالينا حيخلينا عايشين مش مرتاحين ومش مطمئنين, اللهم ارزقنا حسن الظن وقدرنا على التماس الأعذار للناس. جزاك الله خيرا يا أ عز.
25 جويلية 2009 في 10:53 ص
غربهـ
يآآه..
من أجمل ماقرات عن الأخوة..وحسن الظن..وقليلُ من يحسن الظن..
اللهم ارزقنا اخوة يحبوننا ونحبهم فيك..ويغفرون لنا رغم كل شي!
جزاك الله خيرا..
25 جويلية 2009 في 12:09 م
Ezz Abdo
بارك الله فيكم أخي الكريم خالد
اللهم اجزيك عنى كل الخير
وأجعلنا أخوة صادقين مؤمنين بالله رب العالمين
وفقكم الله لكل الخير … ورزقكم خير الدنيا والآخرة
أسعدنى وجودك وكلماتك … دمت مع الطيبين
25 جويلية 2009 في 12:12 م
Ezz Abdo
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختى الكريمة سوسن امين
هذه نعم الله علينا فإن أحسنا الإيمان بها فزنا فى الدنيا .. بداية براحة البال
وفزنا فى الآخرة بجنة الكبير المتعال … فهل بعد هذا فوز … ينال !!!؟
بارك الله فيكم … أشكر كلماتكم وتفاعليكم …. دامت طاعتكم لله ووفقكم الله
لرضاه بحسن ظنكم .. ووفقكم بهداه .
25 جويلية 2009 في 12:15 م
Ezz Abdo
بارك الله فيكم أختنا الكريمة غربهـ
اللهم يارب استجب لدعائكم
ووفقكم لما يحبه ويرضاه .. ويحفظكم بحسن ظنكم … إنه القادر
على كل شىء خلقه وأبداه … دام عملكم صادقا .. وعلى الله قبوله وهداه
26 جويلية 2009 في 8:29 ص
عبدالله الثالث عشر
إنّ سوء الظن هو الداء العضال الذي يفت في عضد الأخوة في الله
وعلاجه هو تنقية القلب والصفح والسمو عن سفاسف الأمور كما تفضلت أخي الكريم
وإن حصل شيء بينك وبين أخيك …ما المانع أن تراجعه بكل أدب واحترام ..؟؟
ما الداعي لكتم الأمر ..؟ والحقد في الصدر ..؟
ما أجمل الصراحة والوضوح بين الأخوة
موضوع مميز ..بارك الله فيك
26 جويلية 2009 في 9:46 م
Ezz Abdo
بارك الله فيكم أخي الكريم عبدالله الثالث عشر
ما أجمل العلاج الذى ذكرته وأصفاه وأنقاه وأسهله … تنقية القلب والصفح والسمو عن السفاسف
ما أجمل أن نراجع إخواننا بأدب ومودة … وما أجمل أن يراجعونا هم … حتى نحافظ على جمال وصدق
أخوتنا فى الله .
أسعدك الله أخي الكريم عبدالله الثالث عشر
مشاركتك تشرح الصدر … وتقرب من الخير والود
دمت دائما سليم الصدر سليم القلب نقى الإيمان .. جزاك الله خيراً .