كيف يتحول الإنسان من حالة الطفولة لحالة الشباب ثم الرجولة ؟ من الذى يقوم بهذا التغيير الرهيب ؟ هل هو الإنسان نفسه ؟

كيف يتحول الإنسان من حالة الطفولة لحالة الشباب ثم الرجولة ؟ من الذى يقوم بهذا التغيير الرهيب ؟ هل هو الإنسان نفسه ؟


الحمد لله رب العالمين
مالك الملك الرحمن الرحيم جعلنا بشراً وخلقنا وهدانا لما فيه خيرنا … هو الذى سوانا .. هو الذى جعلنا ننمو .. وهو الذى رزقنا الطعام والشراب والعقل والإيمان هو الذى سوانا
هو صاحب المنة والفضل علينا … جعل هذا رجلا … وجعل هذه مرأة
جعل هذا فتى وجعل هذه فتاة .
خلق كل إنسان لما فيه خيره … فهذا خيره أن يكون رجلا .. فسواه رجلا.
وهذه خيرها أن تكون إمرأة فسواها إمرأة .
وانظر لما وهبك اياه ويسره لك .. حتى يكمل لك كل مل يعينك فى هذه الحياة
انظرى بنفسك اختى الكريمة كيف سهل لك كل ما تحتاجين … هو الذى سواك .
إنها نعم الخالق سبحانه على كل إنسان .
علمها من آمنوا به وجهلها من جحد نعم الخالق سبحانه
شكرها من عرف حق الله عليه وفضله .. ونسيها من ظن نفسه خالدا فى الدنيا .
فى حوار هام دار بين رجلان … أحدهما غنى جاحد … والآخر فقير شاكر
ذكر الشاكر للجاحد نعم الله العظيمة عليه فقال له
{ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا }
ذكره بعم الخالق … اننا من تراب
ثم كنا نطفه
ثم اصبحنا رجالا
فهل نحن من تغيرنا من هذه الأحوال لما نحن عليه الآن ؟
هل انت من حولت نفسك من تراب لنطفه لرجل .. كامل يبصر ويعمل ويتكلم ويفكر ويحدد ويبيع ويشترى ؟
هل انت صاحب هذا الفضل ؟
هل قدرة الله التى وهبها للرجال مخلوقة لحماية النساء والفتيات والأطفال والحفاظ عليهم ؟ ام مخلوقة للعبث فى الحياة وفعل الملهيات والتعلق بالشهوات والعبث بالأموال ؟

هل قدرة الله التى وهبها للرجال مخلوقة لحماية النساء والفتيات والأطفال والحفاظ عليهم ؟ ام مخلوقة للعبث فى الحياة وفعل الملهيات والتعلق بالشهوات والعبث بالأموال ؟


هل انت اختى من قررت أن تكونى بهذا التضج وهذه القدرة على القراءة والكتابة والإبصار والتفكير .. أم انها نعم الله علينا ؟

أصعب ظلم فى الدنيا هو أن يظلم الإنسان نفسه وأن يجحد نعم ربه عليه
أصعب شىء على هذا الإنسان أن يعزل نفسه عمن خلقه ووهبه وأعطاه

هذا الرجل الصادق كان خائفا على هذا الرجل الجاحد
هذا الإنسان المؤمن كان يريد الخير للإنسان الذى ظلم نفسه
لهذا ذكره بنعم الله وبعطاء الله وبقدرة الله وبفضل الله
ولكن الآخر نسى وظل على ما هو عليه
لم تنفعه العبرة …. كحال كثيرون منا
فدخل جنته وهو ظالـــــــــــــــــــم لنفسه … فخاف عليه صاحبه المؤمن من هذا الظلم
فهل نحن نخاف على إخواننا فعلاً ؟
هل نذكر ونوصى بعضنا بالخير ؟

تذكر دائما من الذى سواك رجلا ؟
وتذكرى أختى الكريمة من الذى سواك فتاةً وإمرأة ؟

إنه الله ولا أحد سواه
الذى جعلك معتدل القامة تسير على قدميت صحيح التفكير والخلق
صاحب عقل ووعي وصاحب قوة وقدرة وعطاء

إنه الله الذى سواك رجلا
فكيف تشكره على نعمه وهداه