كم يشعر الإنسان الصادق أنه صغير وضئيل أمام عظمة القرآن ؟

كم يشعر الإنسان الصادق أنه صغير وضئيل أمام عظمة القرآن ؟

الحمد لله رب العالمين
الذى أنزل القرآن وجعله آيات مبهرات ، وأنزله وحياً على نبيه لتعاش به الحياة …
قبل الإسلام كانت هناك آيات ومعجزات باهرات
تأتى المعجزة … فيما قبل الإسلام .. فيراها الناس
ويتأثرون بها .. المعجزة تبهر لأنها فعل المستحيل بقوانين البشر .
مثل إحياء الموتى … أو ما هو أكبر كتحويل عصا ( جماد ) لكائن حي
ثم يعود الكائن الحي لعصا مرة أخرى .
فتتحرك مشاعر من يرون هذه المعجزة
تتحرك مشاعرهم بالعجز عن فعل مثلها
وتتحرك مشاعرهم إقرارا بأن من جاء بهذه المعجزة هو رسول من عند الخالق سبحانه .
وتتحرك مشاعرهم من رأى هذه المعجزة الصادقة للخالق سبحانه الذى أحب أن تكون هذه المعجزة دالة عليه سبحانه.
فما هى الآية ؟
وهل القرآن الكريم .. المعجزة الخالدة فيه من المعجزات مثل ما جاء من قبل من معجزات تبهر الناس وتحرك مشاعرهم ؟
ما الذى يجعل هذا القرآن الكريم معجزة … بل معجزة المعجزات ؟
تابع معى أخي الكريم بكل حواسك
فالقرآن الكريم كتاب يحرك الوجدان … ويهزة هزاً
لهذا فإن كل آية منه .. تسمى آية … لأنها كافية لتحريك الوجدان … كافية لتغيير الواقع … كافية لأن تجعل مشاعر الإنسان تتحرك
وهل هناك علاقة بين الآية والمعجزة ؟
نعم اخي الكريم كل آية من آيات القرآن الكريم معجزة … لأنها أولاً مستمرة
مهما تبدل الوقت أو مر الزمان … تبقى معجزة مستمرة
انظر مثلا قوله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) معنى مستمر … دائم .. دائما مع الإنسان … كلما قرأها إنسان …. شعر بهيبة الآية … وبأن الله قريب منه .. مطلع على ما فى نفسه … لا تخفى من الإنسان خافية … وهذا بينه وبين الله العظيم

القرآن كلام الله إليك ... فهل عرفت ماذا يريد الله منك ؟

القرآن كلام الله إليك ... فهل عرفت ماذا يريد الله منك ؟


كل آية فيها هذا … فيها إبهار المعجزة … وتحريك المشاعر
كل آية يوجد فيها من الصدق ما ينبه العقل .. وينفذ للقلب … وترتاح إليه الروح
لا يوجد فى الكون كله ما يعدل هذه المعجزة … لأنها بتمام صدقها كلام الله العظيم

اقرأ بنفسك … وستجد أن أول أمر من الله هو اقرأ … حتى تصل وتشعر بعظمة وهيبة هذه الآيات المبهرات المعجزات …. بنفسك

فهل فعلا نقرأ ونتدبر القرآن … أم على قلوب أقفالها ؟

العجيب جدا … ان هذه المعجزة القرآنية
معجزة تنافسيية … فيصبح من يؤمن بهذه الآيات ويعمل بها
أفضل و أحسن إنسان على وجه الأرض … إن الله يحب المحسنين
كما أنه يكون أقوى إنسان على وجه الأرض … وهل يوجد من هو أقوى ممن استعان بالله ؟ ( ويظهر هذا جليا فى أحداث غزة … حين استخدمت ضد غزة أقوى قوة عسكرية فى الأرض … ولم تندحر غزة .. لإيمانها بالله )

انه القرآن … فكم هي محبتك له
كم تقرأ منه كل يوم ؟
كم آية وعيتها … وعملت بها .. وتعلمت منها ؟
كم آية صنعتك ؟
وكم آية نورت لك الدرب ؟
وكم آية يترتفع بها يوم القيامة فى الجنة ؟

إن هذه الآيات المعجزات … تنفعك فى الدنيا والآخرة
بخلاف المعجزات السابقة … والتى يكون أثرها فقط فى الدنيا …
فهى شعرت بعظمة هذه الآيات وما تحمله لك من فائدة ؟

هل وصلك كم هو تقصيرنا فى حق القرآن ؟
بالنسبة لى … رأيت كم نحن كمسلمين مقصرين فى حق القرآن
وكم يمكن أن نحقق فى وقت قليل جدا من خير لنا ولكل الناس … إن نحن فعلنا شىء واحداً … وهو أن نعمل بما أوحى إلى نبينا من كلام الله … وحسن الإقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

كثيرون يحفظون القرآن فى الصغر … وينسوه عند الكبر
على الرغم من أن حفظهم لهذه الآيات لابد ان يكون واضحا فى كل عملهم .
فنسوا افضل ما عندهم …. فكانوا آخر شعوب الأرض
لأنهم حين يعودون لما عندهم من الحق والخير لكل أهل الأرض …. يصبحوا أول شعوب الأرض وأكثرها فضلاً وخيراً ورحمة .

{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }

كن على يقين أن آية واحدة من القرآن إن فهمتها ووعيتها وتفكرت فيها
ستجعل مشاعرك تتحرك … وعقلك ينطلق للعمل
وروحك تسمو لخالقها
آية واحدة … معجزة من كلام الله …. تصنعك

انظر لرسول الله صلى الله عليه وسم وهو يوصينا … هل يوصينا بتبليغ القرآن كله للناس ….
يقول عليه الصلاة والسلام [ بلغوا عنى ولو آية ]

آية واحدة تكفى … لأعظم تغيير يحدث فى مشاعر الإنسان .. ليكون صادقا مع ربه ومع نفسه .

فإن كانت هذه هي حقيقة الآية
فلماذا لم تتغير أمة … تسمع القرآن ليل نهار ؟

انها مشكلة قلوبنا …. المسلسة بالأقفال
ووالله انه لحال يجعل القلب الصادق يبكى حزنا على نفسه
وحزنا على إخوانه من المسلمين

{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } ؟