
جبل الطور بسيناء ارتفاعه أكثر من 2400 متر
سبحان الله العظيم
له سبحانه أن يقسم بما شاء من مخلوقاته
وقد أقسم سبحانه في القرآن بما شاء .. سبحانه
كل قسم يقسم به رب العالمين يكون قسما عظيماً ، مهماً ، يحمل للإنسان أهم المعاني في هذه الحياة ,أصدقها .
ولكن هناك قسم
ترتجف له الأبدان
وترتعد له القلوب
وتخشع لسماعة العقول
وتتفتح لكلماته الحقائق
إنه القسم العظيم فى سورة الطور
هذه السورة التي أحبها جداً كما أحب كل سور و آيات وكلمات القرآن
لها أثر مرعب كلما سمعت هذا القسم العظيم
إنه قسم يجعل الشفقة فى القلوب متدفقة
إن هذا القسم رهيب جدا .. ومنبه جدا … ومنذر جدا
إنه قسم ممن خلق السموات والأرض … سبحانه
الواو هي واو القسم … والمقسم عليه … إن عذاب ربك لواقع … ما له من دافع
شاهد الآيات بنفسك … وتابع القسم بقلبك
يقول سبحانه :
{ والطور وكتاب مسطور فى رق منشور، والبيت المعمور، والسقف المرفوع، والبحر المسجور، إن عذاب لربك لواقع ما له من دافع يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا .. فويل يومئذ للمكذبين … الذين هم فى خوض يلعبون … يوم يدعون لنار جهنم دعا .. هذه النار التى كنتم بها تكذبون … أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون ؟ .. إصلوها فاصبروا أو لا تصبروا .. سواء عليكم … إنما تجزون ما كنتم تعملون .. إن المتقين فى جنات ونعيم .. فاكهين بما آتاهم ربهم .. ووقاهم ربهم عذاب الجحيم …. }
كثير من الناس يعمل فى الدنيا ويسعى …. لينعم فى حياته
يتنعم بنعيم الدنيا .. فى بيت وثير .,. أو بطعام شهى .. أو بسفر يتمتع فيه .
ولكن الله يقول لنا إن عذاب ربك لواقع …. العذاب آت … العذاب موجود واقع
وقبلها قسم رهيب .. رهيب رهيب
لقد رأيت جبل الطور …. وهو جبل مهيب فى حجمه .. مرعب مخيف فى لون حجارته .. ولمكانه رهبه عجيبة.
وهو من الراسيات … الحقائق التى لا تتبدل ولا تتغير .. والله سبحانه يقسم بما نرى .. حتى نوقن بما لا نرى .
سورة الطور … يرتجف لها القلب … من بدايتها .. وعظمة كلام ربنا
تجعل الشفقة تتدفق من جميع جوانب القلب
تتحدث عن المكذبين { هذه النار التى كنتم بها تكذبون }
وفي وسط المشهد المفزع نرى ونسمع ما يزلزل ويرعب ، من ويل وهول ، وتقريع وتفزيع
{ فويل يومئذ للمكذبين ، الذين هم في خوض يلعبون . يوم يدعون إلى نار جهنم دعا . هذه النار التي كنتم بها تكذبون . أفسحر هذا ؟ أم أنتم لاتبصرون ؟ اصلوها فاصبروا أو لاتصبروا ، سواء عليكم ، إنما تجزون ما كنتم تعملون ) ..
تتحدث أيضاً عن المتقين و أحوالهم فى الدنيا والآخرة وأنهم كانوا فى أهلهم مشفقين يدعون الله دائما أن يسلمهم { إنا كنا من قبل فى أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم .. إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم }
وتأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يذكر الناس { فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون } .. ذكرهم وحذرهم وأنذرهم .. من العذاب الواقع .. الآت .. المهيب … المخيف .. ذكرهم يا رسول الله صلى الله عليك وسلم .
مهما وصفوك وحاولوا تغيير الحق … { أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون … قل تربصوا فإني معكم من المتربصين } الله يقول لهم انتظروا .. وانا معكم من المنتظرين .. وستكون نتيجة الانتظار .. هي ظهور الحقيقة المرعبة والعذاب الواقع لكم .. لمن يعى ويفهم ويشعر يدرك خطورة هذه الحياة … وخطورة نهايتها الآتية .
ثم يتحداهم الله بأن يأتوا بحديث مثل هذا { فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ؟ أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون }
تحد بعد تحد { فليأت مستمعهم بسلطان مبين }
أنتم لا تسألونهم أجر لا تسألونهم أموال …. لا تطلبون أموال منهم .. بل تريدون لهم النجاة .. تريدون لهم النجاة من النهاية الأليمة الواقعة لمن لم يؤمن بالله وسلم لله أمره .
{ أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون }
هل هؤلاء يعرفون الغيب ويطلعون عليه … ويكتبون ما سيحدث فى المستقبل ؟
طبعا لا يستطيعون وانظر لما يحدث من تقلبات لا يستطيعون السيطرة عليها سواء فى الأسواق أو البورصات أو من حولهم فى كل شىء … هم لا يعلمون ما سيحدث لهم من حق واقع .
هل هم يريدون كيداً .. مكائد ومخططات خفيه ؟ هل هذه هي طريقتهم ؟
{ أم يريدون كيداً ؟ فالذين كفروا هم المكيدون }
سبحان الله
بل الله يسألهم { أم لهم إله غير الله .. ؟ سبحان الله عما يشركون }
انظر كيف يغيرون الحقائق .. كلما لاح لهم العذاب فى السماء يقولون عنه غير الحق
{ وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ }
لايريدون حتى أن يؤمنوا بما يروا بأعينهم .. بل يقولون هو نعيم وخير لنا هو مجرد سحاب وليس بعذاب
والله يأمر رسوله ويأمرنا أن نتركهم عند هذا الحد
{ فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذى يصعقون }
ستأتيهم الحقيقة كالصاعقة على قلوبهم
هل ستغنى عنهم قوتهم شيئا يا رب العالمين عندما تأتيهم الحقيقة ويظهر لهم العذاب ؟
هل كل هذه المكائد التى يكيدونها لدينك ونبيك ورسولك تنفعهم ؟
ويخبرنا ربنا سبحانه { يوم لا يغنى عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون }
بمنتهى الوضوح والحسم …. يخبرنا ربنا سبحانه الحق
تماماً كما نبهت بداية السورة بهذا القسم الرهيب { والطور … }
{ يوم لا يغنى عنهم كيدهم شيئا ولاهم ينصرون }
فماذا نفعل يارب العالمين .. إن الآيات عظيمة .. تثير الشفقة وتجعل القلب يرى الحقيقة واضحة ويرتجف خوفا مما هو آت …. فماذا نفعل ياربنا .. دلنا أرشدنا .. اهدنا يارب العالمين .
يأمرنا ربنا فى نهاية السورة
بأمر يزيد فى رهبة القسم فى بداية السورة
يأمرنا بالصبر سبحانه
{ واصبر لحكم ربك .. إنك بأعيننا .. وسبح بحمد ربك حين تقوم }
انها آيات بردا وسلاما …. لابد أن تصبر لحكم الله … وكن على يقين أن الله يرعاك ويحفظك ويحميك
هو المنزه عن كل نقص سبحانه … وله الكمال وتمام الرحمة
رحمته وعنايته برسوله … وبالمؤمنين .. دائمة متصله فى كل وقت وحين .
من نهار أو من ليل
{ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم }
اعبده بالتلاوة والصلاة فى الليل
وإدبار النجوم … قال ابن كثير فى تفسيره .. هما الركعتان قبل صلاة الفجر فإنهما مشروعتان عند إدبار النجوم … أى عند بداية اختفاء وذهاب ما ترون من نجوم وجنوح النجوم للغياب .
ركعتان قيام بالليل ..
فهل منا من يمتثل لأمر الله ؟
أم أننا قد علمنا خطورة وهيبة هذا القسم العظيم وما سيأتى من أحداث ؟
اللهم الطف بعبادك المسلمين … واجعلنا من المؤمنين الصادقين … المصلين بالليل والنهار
كما تحب وترضى يارب العالمين
اللهم استجب ونجنا يارب العالمين
2تعليقان
Comments feed for this article
26 جوان 2009 في 12:58 ص
بوح القلم
امين يارب …اللهم واجعلنا من المخبتين المقيمين للصلاه
والذين يتعضون بايات الله ويقيمون شرائع الله ..ويعرضون عن نواهيه
واجعلنا من المؤمنين الصادقين …..
لك الشكر… ودمت بخير
26 جوان 2009 في 9:43 ص
Ezz Abdo
بارك الله فيكم أختنا الكريمة بوح القلم
اللهم استجب دعائكم ويسر كل أموركم
دمتم دائما بحفظ من الرحمن
الحمد لله رب العالمين