
هل يمكن أن يحرك الأذان مشاعر الإنسان ... ؟
سبحان الله العظيم
والحمد لله الرحمن الرحيم جعل الإسلام له دليل صدق ودليل محبه له وإجلال وتوقير ومنهج عملى يطهر به القلب من كل آفة ويخلص به من كل مرض بإتباع النبي الأمين صلى الله عليه وعلى صحبه الأمين .
نعرف جميعا الأذان ونسمعه … فهل يمكن أن تمر لحظات تكون الدموع فيها أسهل من الأذان
هل يمكن أن تكون لحظات صدق فى حياة إنسان تكون دموعه أسهل من أن يرفع الأذان .
ما الذى حدث … هل امتنع المصلون عن الصلاة .. حتى يبكى المؤذن ولا يستطيع الأذان ؟
هل وقع شىء كبير بالمسلمين .. يجعل هذا المؤذن لا يستطيع أن يؤذن وتنهمر من عينيه الدموع ؟
هل يوجد مؤذن يحب المسلمين ويحب الإسلام لهذا الحد الذى يحن قلبه ولا يستطيع أن يرفع الأذان ؟
نعم أخي الكريم
انه أول مؤذن فى الإسلام
إنه بلال بن رباح
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
عندما اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفيق الأعلى … لم يستطيع بلال أن يؤذن
ارتبط صوت بلال و أذان بلال .. بأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسم إماما للمسلمين
كان يرفع الأذان رضي الله عنه و أرضاه … وكان إمام المسلمين الذى يصلى بهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .
من يؤم المسلمين هو رسول الله … ومن يؤذن للمسلمين هو بلال بن رباح .
فكانا هما الإثنين من يبذلان الجهد لتكون هذه الصلاة فى تمامها وكمالها وعلى وقتها … وكان بلال يستمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم … ارحنا … بها يا بلال … فكانت كل راحة بلال رضى الله عنه فى طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم … وفى رفع الأذان .

هل فعلا نعرف نحن كمسلمين قيمة الأذان ونسرع لتلبية النداء والفوز برضا الرحمن ؟
فكيف كانت مشاعر بلال … بعد ذلك .. بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ؟
من قمة صدقة مع الله .. ومن حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يستطيع أن يؤذن
لم يستطيع أن يرفع صوته بالأذان
وكانت دموعه هى التى تدعو المسلمين للحفاظ على هذه الصلاة … كما علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هل يمكن هذا ؟ هل يمكن ان يكون صدق إنسان مع ربه ومع رسوله إلى هذه الدرجة .
طلب الحسن رضى الله عنه و أرضاه .. من سيدنا بلال … أن يرفع الأذان و ألح عليه .
فاستجاب بلال بن رباح رضى الله عنه لسيدنا الحسن … وبدا بلال برفع الأذان .
بدأ يخوض نفس التجربة مرة أخرى
تجربة الإعلام بالصلاة … تجربة الراحة التى يحبها ويطلبها منه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وارتفع صوته يصدح فى المدينة بالأذان … فارتجت المدينة كلها … وعادت لأنقى وأجمل وأسعد لحظاتها .. أكتست القلوب فيها بنقاء الأذان .. حين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم المسلمين فى الصلاة .
وتابع بلال الله أكبر الله أكبر
والمدينة تتعجب … نعم إنه نفس الصوت … إنه هو … الأذان الذى نسمعه عندما كان يؤمنا حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وأسرع أهل المدينة … للمسجد … إنها الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم … اسرعوا شوقا لمن علمهم الصلاة … أسرعوا شوقا لإمام التوحيد .
واستمر بلال يصدح بالأذان … أشهد أن لا إله إلا الله …. وأهل المدينة يسارعون للمسجد … لهذه اللحظات التى كانت تجمعهم برسول الله صلى الله عليه وسلم .
أشهد أن لا إله إلا الله …

كثيرون يبكون عند قراءة القرآن وعند سماعه .. فهل يمكن أن يبكى مؤذن عندما يرفع الأذان ؟
كل ذرة منى تشهد أن لا إله إلا الله … من أعماق قلبى أشهد أن لا إله إلا الله
من كل لحظة استعبدنى فيها إنسان وقهرى … أشهد أن لا إله إلا اله .. أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم ليعلمنا معانى الحرية الحقيقية ….. مرت حياته كلها أمامه … منذ أن سمع بالإسلام … حتى آمن به … حتى عذب فيه … حتى صبر …. حتى جاهد … مرورا بفتح مكة .. وأذانه فوق الكعبه يومها … ووصولا لصلاته فى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكم هو يحبها .
عند هذه اللحظات … الصادقات
بدأت الدموع تعدو هي الأخرى بإتجاه العين … كما يعدو أهل المدينة بإتجاه المسجد ليعرفوا ما الذى يحدث من هذا الصوت المحبب للقلب صوت بلال … قبل أن يصدح بلال بأشهد أن محمدا رسول الله …. أراد أن يستجمع كل معانيها التى يحبها ويعيشها .
أشهد .. بكل جوارحى .. أنه رسول الله
أشهد بعينى أنه رسول الله
رأيته بعينى
كما أحببته بقلبى
كما أشهد بأذنى
وأشهد أنه رسول الله بصوتى وبهذا الأذان
حاول ان ينطقها ويعلنها بصوته الشجى
ومن صدق بلال بن رباح .. لم يستطيع أن يكمل الأذان
فهو يحب أن يشهد للنبي بكل ما يملك … كان يرى النبي هنا
عينيه كانت تشاهد النبي .. واذنه كانت تسمع النبي ( أرحنا بها يا بلال )
ولم يستطع بلال أن يؤذن ولا يسمع صوته صلى الله عليه وسلم
لم يستطيع بلال أن يشهد بدون أن تكون عينيه تشهد أن محمدا رسول الله أمامه
تدافعت الدموع لعينية … تسبق الحروف التى تسابقت لحلقه
فانهمرت الدموع من العيون لأنها كانت الأسرع .. والأصدق
وتحشرج الصوت … أشهد أن ….. مح مممممم د ا ….. ولم يكمل بلال الأذان
أكمله بكاء … كما أكمله الصحابة بكاء … فكانت لحظتها الدموع أسهل من الأذان
فاللهم يارب صبرنا على فراق رسول الله
ولا تحرمنا يا ربنا أن نراه .. وان نكون من الصادقين الذين يشهدون له بصدق وحق يا ربنا أنه حقاً وصدقاً رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه
كان شوق بلال وصدقه لا يوصف … فهو فى القمة … فهو فى الطهر … فهو فى تمام اليقين
وبقى أن نكون نحن فى صدقنا وعملنا وشهادتنا … صادقين بعملنا … كما كان بلال بن رباح رضى الله عنه و أرضاه
اللهم ارزقنا اجابة الأذان … والصدق معك يارب
ومعرفه حقك سبحانك علينا
وحسن اجابة الأذان
وحسن أداء الصلاة
وصدق الشهادة بحق ويقين أن محمدا رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
10تعليقات
Comments feed for this article
28 ماي 2009 في 5:26 م
بوح القلم
اخي الكريم عز ..
اولاً الحمد لله على السلامه ..فانا اعرف انك لاتغيب عن مدونتك ومدونتي الا يكون بك عارض صحي يمنعك
اسال الله لك الشفاء وان يكون لك طهور باذن الله ..
هولاء رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ..فكتبت قصصهم في التاريخ بمداد من ذهب يقرأها الاولون والاخرون ..
وهذا بلال رضي الله عنه الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ..فاني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنه )
وهذه مقولته المشهوره احدً احد والتي كانت شعار المسلمين في بدر ..هذا بلا ل رضي الله عنه وبمثله فلنقتدي
اللهم وارزقنا ايماناً مثل ايمانهم ..لك كل الشكر
29 ماي 2009 في 7:19 ص
اَلْجُمَآنْ..
بكيت والله ..
لكم تمنيت العيش في زمانهم النقي الطاهر ..
اللهم ثبتنا حتى نلقى نبينا وحبيبنا عليه الصلاة والسلام ..
29 ماي 2009 في 2:07 م
أحمد
اللهم اجعل الصلاة لنا راحة كما كانت لهم … آمين
29 ماي 2009 في 5:08 م
أحمد
.
.
.
أخي عز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي عز ووفقك لكل خير
اللهم اجمعنا بأولئك الكرام يارب العالمين
أخوك / أحمد
29 ماي 2009 في 7:58 م
محمد الجرايحي
أشهد أن لاإله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله
أخى ..
بارك الله فيك وأعزك
29 ماي 2009 في 9:49 م
Ezz Abdo
بارك الله فيكم وفى عمركم اختنا الكريمة بوح القلم
اللهم يارب ارزقنا جميعا العفو والعافية يارب العالمين
اللهم يارب اجعلنا مثلهم … جزاكم الله كل الخير على دعائكم
وبارك الله فيكم وفى ذريتكم
والحمد لله رب العالمين
29 ماي 2009 في 9:52 م
Ezz Abdo
جزاكم الله خيرا اختنا الكريمة اَلْجُمَآنْ..
نحن من نصنع حالنا … وليس حالنا من يصنعنا
والسؤال المهم هل يمكن أن نكون مثلهم .. وفى نفس الوقت نكون فى وقتنا هذا ؟
هذا أهم سؤال فى حياة كل مسلم
بارك الله فيكم ووفقكم الله لما يرضيه عنكم
والحمد لله رب العالمين
29 ماي 2009 في 9:55 م
Ezz Abdo
أهلا وسهلا بكم أخي الكريم أحمد
اللهم اجعل الصلاة لنا راحة كما كانت لهم … آمين
اللهم آمين يارب العالمين
الصلاة تكون راحة …. عندما ننتظرها … ونشتاق إليها
من انتظر الصلاة …. كان فى صلاة
ومن أحب الصلاة … تذوق جمالها
ومن حافظ على الصلاة … حفظته الصلاة
أشكر حضورك المشرق
وأسأل الله العظيم أن يجيب هذا الدعاء الجميل
اللهم اجعل الصلاة لنا راحة كما كانت لهم … آمين
بارك الله فيكم اخي الكريم أحمد
29 ماي 2009 في 10:01 م
Ezz Abdo
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخى أحمددددد
جزاكم الله خيرا أخي الكريم
دعائكم طيب وجميل و أصيل … ويحمل
بين طياته سؤال هام جدا …. هل فعلا نحن نصلح لأن نلقى بلال بن رباح فى الجنة ؟
هل يمكن أن نكون نحن معه فى الجنة … ونسأله عما حدث معه .. ويخبرنا
هل قعلا تصلح أعمالنا لنكون فى الجنة نرافق الرسول صلى الله عليه وسلم
ونسأل بلال رضى الله عنه عن أحواله …… !!!
هذا السؤال إجابته … مستحيل أن تكون كلام … بل الإجابة صلاة وقيام
ووضوء وصف أول .. وحفاظ على صلاة الجماعة … وحسن معاملة الناس
والكثير الكثير
اللهم يارب ارزقنا هذا العمل الصالح الذى نرافق به نبيك الأمين
صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام فى الجنة يارب العالمين
بارك الله فيكم أخى الكريم أحمدددد
29 ماي 2009 في 10:04 م
Ezz Abdo
أخي الكريم محمد الجرايحي
جزاكم الله خيرا على أعظم الكلمات … وأصدقها
وألطفها .. وأطهرها … وأنقاها
شهادة الصدق والحق …. شهادة النجاة
جزاكم الله كل ما تحبون … ورزقكم رضاه وجعلكم من السابقين
والحمد لله رب العالمين