سبحان الله
عندما نعرف عظمته ، لا نتمالك أنفسنا من البكاء على تقصيرنا فى حق أنفسنا ، عصرنا الآن كل الناس تبحث عن النتائج ، أعطنى نتائج لأعترف بك ، أعطنى نتائج لتتطور فى وظيفتك ، اعطنى نتائج لتستمر فى عملك ، كل الناس فى عصرنا تتحدث عن النتائج .. وتبحث عنها ولا تريد غيرها .
أما فى الإسلام فالأمر مختلف تماما … 180 درجة غير هذا
الإنسان يستطيع أن يعمل ولكنه مستحيل أن يضمن النتائج
ولا تقولن لشىء إنى فاعل ذلك غدا إلا ان يشاء الله ….. المهم أن يشاء الله
النتائج من عند الله .. ليست على قدر الحسابات وليست على قدر التوقعات .. فلا يعلم الإنسان كل شىء .. ولا يستطيع أن يحيط بكل ما يحدث .. الله وحده هو المحيط

حين يكون المطلوب منا السعى فقط ... نتحرر من كل العقبات ونبذل كل جهدنا دون خوف .. ويصبح توكلنا على الله حق التوكل
من هنا نجد تأخر العالم فى مجال الأعمال .. لأنهم يعتمدون على التوقعات والحسابات التى لا يوجد فيها شىء واحد ثابت .. ولا يعتمدون على الله رب العالمين .
لهذا تكون السقطات كبيرة جدا .. والأزمات تكون عنيفة عليهم جدا .. وعلى من يفكرون بطريقتهم فى الحياة وفى التجارة وفى كل شىء .بل ويأخذون وقت كبيرا جدا فى حساب كل ما يستطيعون قبل البدء فى خطوة واحدة للأمام … خوفا من الخسارة المادية أو المعنوية .. وكأنهم يمنعون الخسارة بهذه الحسابات والتوقعات .
فماذا إذن عن طريقة الإسلام … هل هى طريقة بدون حسابات ؟ وبدون تخطيط مثلا ؟ نقول لا بل هي طريقة الحسابات الراجحة والكاملة .. تبدأ بالصدق فى الهدف .. والصدق فى النية .. والصدق فى العمل والبذل ..

السعى لتحقيق عمل صالح فى الدنيا ... يجعل الإنسان يحب العمل الجماعى .. ولا يخاف من الناس لأنه يعمل ليرضى رب الناس سبحانه
بالإضافة إلى الأخذ بكل الاسباب … ثم ترك هذه الأسباب بعد تنفيذها ونعلم ونسلم الأمر بالكامل لله … لا تتعلق قلوبنا بالأسباب .. بل نتعلق بمن خلق هذه الأسباب سبحانه مع عدم الجزم فى النتائج …. ترك النتائج كلها لله .. تسليم مطلق له سبحانه … فإن أراد فوزا وربحا حلالا كان بها .. وإن لم يرد ايضا كان بها .
ما يمنع الإنسان عن العمل هو خوفه من عدم تحقق النتائج .
ولهذا يقول لنا الله رب العالمين { وأن ليس للإنسان إلا ما سعي }
أى أنك تفوز بالأجر من الله على سعيك … وليس على النتائج التى تحققها
كما يقولون فى المثل ( اسع يا عبد وانا اسعى معاك )
اسع واسع واسع … ولا تكل ولا تمل ولا تخاف ولا ترتعب … اسع بكل ما تستطيع والتوفيق من عند الله .. اعقلها وتوكل .. خذ بالاسباب و اسع ولا تنتظر ولا تتوقع النتائج … ابل جهدك وتوكل على الله ولا تجزع ولا تخاف .
يخبرنا الله سبحانه ويفول { وأن سعيه سوف يُرى } أى أن ما يهم وما

الشيطان يثبط من عزيمة بعض الناس من أنهم لن يحققوا نتائج .. ولكن منهج السعى فى القرآن يجعلك تتغلب على الشيطان وكل الوساوس وكل المحبطات .. وتتخطى كل هذا .. فهل انت فعلا تسعى ؟
سيشاهد وما ستأخذ عليه الحسنات .. هو سعيك الذى سوف يُرى .. يوم القيامة عملك … سعيك .. بذلك الجهد .. هو أهم من كل النتائج … النتائج من عند الله قد يسهلها وقد يمنعها .. هو الملك سبحانه وله أن يحكم فى ملكه كيف يشاء .. ونحن ليس علينا إلا السعي … والسعي بجد و إجتهاد فى كل وقت وحين .. دون كلل أو ملل .. أو ضيق من عدم تحقق النتائج .. السعى هو المهم وهو المطلوب منا بشرط أن يكون معه نية خالصة لله وحده لا شريك له … عندها يكون الباقى بعد السعى على الله رب العالمين … إن شاء حققه وإن شاء منعه … وفى اختياره سبحانه وتعالى كل الخير .
فماذا تنتظر … اسع .. وفقك الله للخير الذى ينفعك والذى يحبه ويرضاه الله لك .
انظر كيف يسعى أهل الفساد
وانظر كيف يسعى أهل اللعب
وانظر كيف يسعى أهل الغناء
فكيف سعيت أنت أيها المسلم المؤمن بالله ؟
سوف يجزيك الله على سعيك الجزاء الأوفى والأجر الأعظم .. فماذا تنتظر ؟

لابد ان تخطط لسعيك .. ويكون سعيك فى حدود ما منحك الله من مواهب وقدرات .. وتحدد الطريق والمجال الذى ستسعى وتبذل جهدك فيه لتنفع المسلمين والناس أجمعين .. وان تأخذ بكل الأسباب .. ولا تعتمد عليها بل تتوكل على الله
سعي وذكر … تسعى فى الأرض .. وأنت تذكر الله
يتجه قلبك بالنية إليه
ويصلك توفيقه وتثبيته لك
اسع فى العلم
واسع فى طلب الرزق
واسع للحلال
واسع للزواج
واسع لحسن تربية الأبناء
اسع لتنفع الناس
واسع لعمل الصالحات
فى كل وقت اسع واذكر الله
{وأن ليس للإنسان إلا ما سعي وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى } سورة النجم الآيات من 39 – 41
فما الذى يعطلك عن الجزاء الأوفى ؟
9تعليقات
Comments feed for this article
26 أفريل 2009 في 9:20 م
بوح القلم
{وأن ليس للإنسان إلا ما سعي وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى )
اللهم واجعل سعينا في الدنيا في امر يرضيك ..ويبيض وجوهنا يوم القيامه …
ومااجمل السعي في امر يرضي الله سبحانه وتعالى فاننا نستشعر سعاده عظيمه ..وبركه في العمل ..
فبارك الله سعيك في مدونتك ..وجزاك الله الجزاء الاوفى على ماقدمت
27 أفريل 2009 في 1:42 ص
وأن ليس للإنسان إلا ما سعى …. « مختارات من الرسائل الإسلامية المفيدة
[…] الرابط : نقلا عن مدونة الأخ عز عبده – فجزاه الله خير كثير… […]
27 أفريل 2009 في 4:17 ص
احمد
.
.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي عز
أهل الفساد يسعون سعي عجيب .. ويتصبرون .. ونحن أولى أن بالسعي في طريق الحق والصبر على شدائده
أخوك / احمد
27 أفريل 2009 في 9:22 ص
nono
شباب لكم التحية
ركز اهتمامك على عمل واحد، وانغمس فيه واحترق به وأعشقه لتكن مبدعاً…
• ابدأ بالأهم فالمهم، وإياك والشتات وتوزيع الجهد، على عدة أعمال فإنه حيرة وعجز…
• النظام طريق النجاح، ووضع كل شيء في موضعه مطلب الناجحين، أما الفوضى فهي صفة مذمومة
من عنده همة متوقدة، ونفس متوثبة، ونشاط موار، وصبر دائم، فهو الفريد…
27 أفريل 2009 في 2:34 م
Ezz Abdo
بوح القلم بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل الخير
وجعل الله هذا السعي مقبولا عنده .. يحبه ويرضاه ويعين عليه سبحانه وتعالى
جعلكم الله من أهل السعى وفتح أبواب الخير وإغلاق ابواب الشر .. اللهم احفظ ابناء المسلمين يارب
ورزقكم الأجر يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
والحمد لله رب العالمين
27 أفريل 2009 في 2:38 م
Ezz Abdo
أخى الكريم مختارات من الرسائل الإسلامية المفيدة ( عبد الله الوسمي )
أشعر بالخجل من نفسى حين ينقل مثلكم .. كلمات خطها عبد فقير .. اللهم اجزيكم عني كل الخير ووفقكم لما يحبه ويرضاه .. اللهم تقبل منكم هذا العمل وانفعكم به وكل من قرأه ونشره والحمد لله رب العالمين.
27 أفريل 2009 في 2:42 م
Ezz Abdo
بارك الله فيكم أخي الكريم أحمــــــــــــــــد
هل رأيت كيف يسعى أهل الفساد والضلال ؟ أشكر كلماتك وتعبيرك وحثك لنا على الخير أخي الكريم
اللهم وفقنا لسعى الخير وطلب العلم والعمل الصالح والإرادة وما تحبه وترضاه يارب العالمين
زادكم الله سعيا وعملا وفضلا وقبولا أخي الكريم أحمد
27 أفريل 2009 في 2:45 م
Ezz Abdo
جزاكم الله خيرا NONO
صدقتكم ونصيحتكم مهمة جدا .. وبها من الخير والفائدة الكثير
جعلها الله سبحانه وتعالى شاهدا لكم يوم القيامة .. ونفعكم ونفع بها المسلمين أجمعين
والحمد لله رب العالمين
13 ديسمبر 2009 في 8:05 ص
هل تسعى …. لها ؟ « ظــــــــــــلال وعيــــــــــــون ( تنعم بالظــلال وشاهد العيــون )
[…] اقرأ أيضاً موضوع : وأن ليس للإنسان إلا ما سعى […]