ما هى افضل أمنياتك فى الدنياوالآخرة   وكيف يمكن أن تصل لما تريد ؟

ما هى افضل أمنياتك فى الدنياوالآخرة وكيف يمكن أن تصل لما تريد ؟


الحمد لله
أكرمنى سبحانه بالحج قبل عامين ، ورزقنى صحبة جميلة من أخوة نحسبهم على خير ولا نزكى على الله أحدا … أثناء هذا الحج تذوقت طعم الحياة بشكل لم أكن ذقته من قبل … ولكن كانت لحظة كاد قلبى يطير فيها من الحزن .. فهل يمكن أن يحزن الإنسان وهو قريب جدا من شعائر الله ؟ هل يمكن أن نشعر بالحزن فى مكان كله طاعة لله ؟ هل يمكن أن يحزن الإنسان فى مكان جعله الله قبلة للمسلمين ؟

هذا ما حدث اخى الكريم .. كان الحج مزدحما جدا
الحمد لله الذى أكرمنى بالحج .. لا أعرف إن كنت سأعود مرة أخرى لمكة ام لا …. فى كل لحظة كان قلبى طائرا من الفرحة .. أستنشق الهواء واقول هكذا تنفس إبراهيم عليه السلام .. وهنا تنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهنا سعت هاجر عليها السلام وهنا كان أبو بكر الصديق وهذا الجبل نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . هنا الصفا وهنا المروة ، وهنا كانت خطبة الوداع وهنا وهنا وهنا …

الحجر الأسود قبله الرسول صلى الله عليه وسلم ... وقال عمر بن الخطاب اللهم انى أعرف انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا ان قبلك رسول الله ما قبلتك.

الحجر الأسود قبله الرسول صلى الله عليه وسلم ... وقال عمر بن الخطاب اللهم انى أعرف انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا ان قبلك رسول الله ما قبلتك.


كنت أدعو الله أن أقترب من الحجر الأسود لألمسه … ولم استطيع .. لم أقدر .. كان خالى حفظه الله قد حملنى أمانة … وقال أمانة أن تدعوا لى عند الملتزم ( وهو المكان عند باب الكعبة )
طفت طواف القدوم ولم استطع الوصول للحجر الأسود .. طفت فى العمرة ولم أستطع .. ذهبت للعرفات ومنى ، وجاء طواف الوداع … ولم استطع … الزحام شديد .. وهى لحظات وداع .
أودع فيها البيت … كأنى أودع الحياة … وأعاهد الله أن أتجه لهذا البيت فى كل صلاة …
أودعه وأخاف أن لا أراه مرة أخرى … وأحزن لأنى لم ألمس الحجر الأسود … أطعتك يارب ولم أزاحم … حافظت على كل مسلم .. لا أدفعه .. ولا أزاحمه .. ولم أستطيع الوصول للحجر الأسود يارب … فارزقنى ما تحبه وترضاه .. أرزقنى ما تثلج به صدرى فلا أحب أن أغادر مكة حزينا .
مرت الاشواط سريعا … وكانت عيناى تتملى المكان كأنى أريد أن أحفظ هذا المكان كله بداخلى … كأنى أريد أكتب حياتى كلها من جديد … ولم استطع حتى الإقتراب من الحجر … أنه طواف الوداع والزحام كان أشد وأكثر من أى طواف قمت به قبل هذا ، مرت الأشواط سريعة بطيئة كلها لهفة وأمل ودعاء ورجاء … كلها حب لله … وأمل فيه سبحانه .. أريد فقط أن أقترب يارب ، مر الشوط الثانى والثالث والرابع والخامس والسادس .. وكأن الحلم تسرب من يدي … كلما أبدأ شوط … أشير للحجر واقول يارب … أطيعك كما تحب فاكتب لى الأجر فأنت الكريم العظيم …
وفى بدايى الشوط السابع الأخير لا أعرف كيف وجدت نفسى عند الملتزم … لا يوجد من يدفعنى .. ولا يوجد من يزاحم .. عند باب الكعبة ..قمة الأمان .. قمة الرحمة .. شهور رهيب بالراحة والسكون والرفق .. كل الأصوات تصمت .. لا أسمع أى صوت من حولى .. يداى مرفوعتان .. وعيناى تنظران .. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم .. بكت عيناى وهى تقول .. رضيت بالله ربا ورضيت بالإسلام دين .. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم … اللهم أنصر الإسلام يارب .. اللهم أنصر بنا دينك ورسولك .. يارب لا أملك إلا دموعى وحبى لك وحبى للرسول الأمين
فأستخدمنا ياربنا .. اقبلنا ولا تطردنا … اجعلنا من أهل الجنة .. أدخلنا الجنة .. أجعلنا ممن كان عند باب الجنة ودخلها وفتحت له ابوابها كلها يارب العالمين .. لا أدرى كم مكثت ولكنها أسعد لحظات عمرى ..
أسعد لحظات عمرى كانت هنا .. اللهم ارزقنا وجميع المسلمين الحج كما تحب وكما ترضى يارب العالمين

أسعد لحظانت عمرى كانت هنا .. اللهم ارزقنا وجميع المسلمين الحج كما تحب وكما ترضى يارب العالمين


لا أدرى كم من العبرات سكبها الله على هناك … دعوت لمن أوصانى .. ودعوت لخالى .. ودعوت لوالدي وللمسلمين أجمعين … كانت فرحتى بكرم الله عظيمة … ورأيت الدنيا كلها صغيرة صغيرة .
دعوت الله أن يرزق المسلمين قلوبا كقلوب الصحابة .. وعملا صالحا كأعمالهم وهداية للحق كهدايتهم .. ثم سمعت إمراة تدعو اللهم انصر المسلمين .. اللهم أحفظ المسلمين
هذا المكان أحبه .. هذا المكان رهيب .. هذا المكان تشعر فيه أنك طائر ترتوى من رزق الله رب العالمين .
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يارب العالمين …..
وأكملت الطواف وكلى فرحة بكرم الله وفضله … وما زال فى القلب حنين وشوق ورغبه وأمل أن يعيدها الله على فهو الكريم الوهاب العظيم . العجيب أنك كما اقتربت تشتاق اكثر .. وكنت أظن أنك كلما اقتربت إرتويت ؟ فمن جمال ما تذوق يزداد لديك الشوق .
اللهم ارزقنا الحج والعمرة ولا تحرمنا وتفضل علينا بكرمك يا أعظم كريم وأرحم كريم والطف كريم يارب العالمين .
اللهم اكرم كل المسلمين بهذا واهدنا جميعا ياربنا لما تحبه وترضاه.