الحمد لله
أكرمنى سبحانه بالحج قبل عامين ، ورزقنى صحبة جميلة من أخوة نحسبهم على خير ولا نزكى على الله أحدا … أثناء هذا الحج تذوقت طعم الحياة بشكل لم أكن ذقته من قبل … ولكن كانت لحظة كاد قلبى يطير فيها من الحزن .. فهل يمكن أن يحزن الإنسان وهو قريب جدا من شعائر الله ؟ هل يمكن أن نشعر بالحزن فى مكان كله طاعة لله ؟ هل يمكن أن يحزن الإنسان فى مكان جعله الله قبلة للمسلمين ؟
هذا ما حدث اخى الكريم .. كان الحج مزدحما جدا
الحمد لله الذى أكرمنى بالحج .. لا أعرف إن كنت سأعود مرة أخرى لمكة ام لا …. فى كل لحظة كان قلبى طائرا من الفرحة .. أستنشق الهواء واقول هكذا تنفس إبراهيم عليه السلام .. وهنا تنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهنا سعت هاجر عليها السلام وهنا كان أبو بكر الصديق وهذا الجبل نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . هنا الصفا وهنا المروة ، وهنا كانت خطبة الوداع وهنا وهنا وهنا …

الحجر الأسود قبله الرسول صلى الله عليه وسلم ... وقال عمر بن الخطاب اللهم انى أعرف انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا ان قبلك رسول الله ما قبلتك.
كنت أدعو الله أن أقترب من الحجر الأسود لألمسه … ولم استطيع .. لم أقدر .. كان خالى حفظه الله قد حملنى أمانة … وقال أمانة أن تدعوا لى عند الملتزم ( وهو المكان عند باب الكعبة )
طفت طواف القدوم ولم استطع الوصول للحجر الأسود .. طفت فى العمرة ولم أستطع .. ذهبت للعرفات ومنى ، وجاء طواف الوداع … ولم استطع … الزحام شديد .. وهى لحظات وداع .
أودع فيها البيت … كأنى أودع الحياة … وأعاهد الله أن أتجه لهذا البيت فى كل صلاة …
أودعه وأخاف أن لا أراه مرة أخرى … وأحزن لأنى لم ألمس الحجر الأسود … أطعتك يارب ولم أزاحم … حافظت على كل مسلم .. لا أدفعه .. ولا أزاحمه .. ولم أستطيع الوصول للحجر الأسود يارب … فارزقنى ما تحبه وترضاه .. أرزقنى ما تثلج به صدرى فلا أحب أن أغادر مكة حزينا .
مرت الاشواط سريعا … وكانت عيناى تتملى المكان كأنى أريد أن أحفظ هذا المكان كله بداخلى … كأنى أريد أكتب حياتى كلها من جديد … ولم استطع حتى الإقتراب من الحجر … أنه طواف الوداع والزحام كان أشد وأكثر من أى طواف قمت به قبل هذا ، مرت الأشواط سريعة بطيئة كلها لهفة وأمل ودعاء ورجاء … كلها حب لله … وأمل فيه سبحانه .. أريد فقط أن أقترب يارب ، مر الشوط الثانى والثالث والرابع والخامس والسادس .. وكأن الحلم تسرب من يدي … كلما أبدأ شوط … أشير للحجر واقول يارب … أطيعك كما تحب فاكتب لى الأجر فأنت الكريم العظيم …
وفى بدايى الشوط السابع الأخير لا أعرف كيف وجدت نفسى عند الملتزم … لا يوجد من يدفعنى .. ولا يوجد من يزاحم .. عند باب الكعبة ..قمة الأمان .. قمة الرحمة .. شهور رهيب بالراحة والسكون والرفق .. كل الأصوات تصمت .. لا أسمع أى صوت من حولى .. يداى مرفوعتان .. وعيناى تنظران .. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم .. بكت عيناى وهى تقول .. رضيت بالله ربا ورضيت بالإسلام دين .. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم … اللهم أنصر الإسلام يارب .. اللهم أنصر بنا دينك ورسولك .. يارب لا أملك إلا دموعى وحبى لك وحبى للرسول الأمين
فأستخدمنا ياربنا .. اقبلنا ولا تطردنا … اجعلنا من أهل الجنة .. أدخلنا الجنة .. أجعلنا ممن كان عند باب الجنة ودخلها وفتحت له ابوابها كلها يارب العالمين .. لا أدرى كم مكثت ولكنها أسعد لحظات عمرى ..
لا أدرى كم من العبرات سكبها الله على هناك … دعوت لمن أوصانى .. ودعوت لخالى .. ودعوت لوالدي وللمسلمين أجمعين … كانت فرحتى بكرم الله عظيمة … ورأيت الدنيا كلها صغيرة صغيرة .
دعوت الله أن يرزق المسلمين قلوبا كقلوب الصحابة .. وعملا صالحا كأعمالهم وهداية للحق كهدايتهم .. ثم سمعت إمراة تدعو اللهم انصر المسلمين .. اللهم أحفظ المسلمين
هذا المكان أحبه .. هذا المكان رهيب .. هذا المكان تشعر فيه أنك طائر ترتوى من رزق الله رب العالمين .
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يارب العالمين …..
وأكملت الطواف وكلى فرحة بكرم الله وفضله … وما زال فى القلب حنين وشوق ورغبه وأمل أن يعيدها الله على فهو الكريم الوهاب العظيم . العجيب أنك كما اقتربت تشتاق اكثر .. وكنت أظن أنك كلما اقتربت إرتويت ؟ فمن جمال ما تذوق يزداد لديك الشوق .
اللهم ارزقنا الحج والعمرة ولا تحرمنا وتفضل علينا بكرمك يا أعظم كريم وأرحم كريم والطف كريم يارب العالمين .
اللهم اكرم كل المسلمين بهذا واهدنا جميعا ياربنا لما تحبه وترضاه.
14تعليق
Comments feed for this article
23 أفريل 2009 في 5:25 م
دانتيلا
ما اجمل وصفك لرحلتك العطيمة الى الاراضى المقدسة. بارك الله فيك واعزك ورزقنا الحج قريبا ان شاء الله
24 أفريل 2009 في 8:58 م
بوح القلم
اخي الكريم ..
كتب الله لك حجتك ان شاء الله وكتب لك اجرها ..ورزقك غيرها باذن الله ..
قصتك مع الملتزم ذكرتني بنفسي كنت اتمنى ان ادعوا عنده ..وطبعاً من المستحيل ان اصل له في الاوقات التي اذهب الى مكه فيها
في احد المرات الساعه الواحده مساً ء قررنا الذهاب الى مكه وقلت فرصه احقق امنيتي لكن للاسف وجدتها زحمها ولم اصل لها حتى مرافقي قال انا اتيت من اجل ان ادعوا في هذا المكان حاول بدون ان يدافع الناس لكن لم يصح له ذلك ..
ان شاء الله ربنا يرزقنا دعوه فيه
مشكور عز على التدوينه ..
24 أفريل 2009 في 9:37 م
اَلْجُمَآنْ..
اللــهم آمين يارب ..
تقبل الله منك..
روحانية الحرم وبيت الله لا تضاهي بأي من لمحات الدنيا الفاتنة ..
( وعقبالنا يارب .. ) ..
25 أفريل 2009 في 2:05 ص
ماء السحاب
ما شاء الله هنيئاً لكِ
وفقك الله ..
:
تقبلـِ اطلالتي الاولى لمدونتك الرائعه
25 أفريل 2009 في 4:27 ص
احمد
.
.
.
أخي عز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله طاعتك
والله أنك أشعلت في نفسي شوقاً لبيت الله الحرام .. بين هاتيك الاماكن نستمطر رحمات الرحيم
هل تعرف أخي بقدر ما غبطك على أداء فريضة الحج غبطك على الصحبة الجميلة البماركة ..
اخوك / احمد
26 أفريل 2009 في 6:05 ص
Ezz Abdo
اختنا الكريمة دانتيلا
أشكر حضوركم الكريم لهذه المدونة المتواضعة
وما خطه قلمكم من خير ورحمة هنا
بارك الله فيكم ورزقكم الحج والعمرة والقبول إنه على كل شىء قدير
والحمد لله رب العالمين
26 أفريل 2009 في 6:15 ص
Ezz Abdo
اختنا الكريمة بوح القلم
اللهم يارب اجزيكم كل الخير على دعواتكم المباركات
اللهم استجب هذه الدعوات يارب العالمين
من آآمن لحظات العمر .. وأطهرها .. وأصفاها .. وأعذبها .. رغم الزحام والضجيج .. لا تسمعون أصواتا إلا بعد أن تفرغون من الدعاء .. لا يدفعكم شخص رغم الزحام .. سكينة ورفق ورحمة وأمان .. كأنكم تضعون أيديكم داخل الجنة .. وتتعلق بها قلوبكم .. وينهمر شوقا لها دمعكم .. لحظات لا توصف .. اللهم ارزقها للمسلمين أجمعين يارب العالمين ..
قبل أن ندخل هذا الطواف .. حدث شىء عجيب .. أوصانى أخ لى بأن معه مبلغ كذا من المال .. فإن حدث له شىء أو مات أثناء الطواف يوزع المال بطريقة كذا وكذا .. وذهلت .. أنحن ذاهبون للموت أم للطواف ؟ وهل مثلى يؤتمن ؟
قبل حتى أن ندخل للطواف .. كان شعور الجميع .. أنه لا ملجأ من الله إلا إليه .. هو وحده من نريد .. وهو وحده من ندعو ونسأل .. وهو وحده من نشد الرحال إليه طاعة ورهبه ورحمة وخضوعا …
وانطلقنا نسعى .. وقلوبنا تسبقنا .. والآخرة أمامنا .. ورضا الله هدفنا .. ومتابعة الرسول كل منانا .. والملابس الإحرام هي كل ما نملك وقتها … الدنيا صغيرة صغيرة .. والآخرة والحساب .. كبيرة كبيرة ..
رزقكم الله كل هذا وجعل نصيبكم فيما يحبه ربنا ويرضى
والحمد لله رب العالمين
26 أفريل 2009 في 6:21 ص
Ezz Abdo
أختنا الكريمة اَلْجُمَآنْ..
بارك الله فيكم .. أشكر حضوركم الراق
وقلمكم الفياض .. رزقكم الله الرحمة والتمام الإيمان
وسهل لكم سبيلا للحج والعمرة والقبول .. إنه هو الرحيم الرحمن
وجزاكم الله كل الخير .. ووفقكم لما يحبه ويرضاه
26 أفريل 2009 في 6:23 ص
Ezz Abdo
بارك الله فيكم ماء السحاب
وفقكم الله لكل الخير .. وحضوركم طيب كريم بإذن الله رب العالمين
وأشكر إطلالتكم القيمة .. وحروفكم الواعدة
وفقكم الله لكل الخير وجزاكم الله خير الجزاء
26 أفريل 2009 في 6:26 ص
Ezz Abdo
أخى الكريم احمـــــــــــــــد وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم استجب دعائكم الجميل وارزقكم حج البيت والإعتمار والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفات ورمي الجمرات .. والقبول والرضا من الرب الأرض والسموات
والحمد لله رب العالمين
أشكر حضورك الجميل وكلماتك الصافية ودعواتكم المباركة
رزقكم الله الصحبة الصالحة فى الدنيا والآخرة
والحمد لله رب العالمين
بارك الله فيكم اخى الكريم أحمـــــد
26 أفريل 2009 في 8:02 ص
LIFE
السلام عليكم
العنوان دفعني إالي القرأه
كم أتمني أن أحج قريبا
دعواتكم لي
26 أفريل 2009 في 8:25 ص
Ezz Abdo
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته LIFE
بارك الله فيكم وجزاكم الله كل الخير
شكرا لحضوركم ومروركم الكريم
اللهم يارب ارزقكم الحج وارزقكم روعة وجمال هذه العبادة وهذه الطاعة
وجعلكم الله سبحانه ممن تعظمون شعائر الله .. فإنها من تقوى القلوب
وفقكم الله لما يحفظكم ويزحزحكم عن النار ويجعلكم من أهل الجنة
والحمد لله رب العالمين
26 أفريل 2009 في 12:00 م
LIFE
السلام عليكم
عندي فكره صغيره لا اعلم ان كنتم ستوافقونني عليها ام لا؟
انا عندي عدد الوزار في ارتفاع يعني يتعدي يوميا 1000 و من دول اجنبيه عدد ليس بقليل و زواري تعدوا 100 دوله
فكرتي
انا انسخ بضع سطور منكم و باسم مدونتكم و يشرفني ان اضع link دائم لكم في مدونتي
26 أفريل 2009 في 12:51 م
Ezz Abdo
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم اختى الكريمة … طبعا تفضلوا على الرحب والسعة
عسى الله أن ينفع بها .. وأن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين … جزاكم الله كل الخير
وبارك الله فى عملكم ورزقكم الخير الذى ينفعكم فى الدنيا والآخرة
والحمد لله رب العالمين