132

كلما رأيت موجة تذكرت أهمية بر الوالدين

سبحان الله
كلنا نحب ونؤمن بسيدنا نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام .. ويذكر لنا القرآن الكريم قصص كثيرة حتى نتعلم منها كيف نعيش فى حياتنا وما هي عواقب المعاصى والآثام.
هذه القصة العظيمة والسريعة جدا والتى حدثت بين الولد ووالده تعتبر من أعجب ما يمكن .. كيف كان خلق هذا الولد .. ولماذا غرق .. ولماذا حزن سيدنا نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام إذا كان هو الذى دعا أن يغرق الله الكافرين ؟
{ وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا }
علمنا شيخنا و أستاذنا سعيد عبد العظيم شيئا جميلا حول هذه القصة .. وقد سالنا وقال هل تظنون أن الولد كان يكلم ابيه ؟
هل تظنون أن الأب سينادي عليه وهو غير مؤمن بالله ؟
ولماذا قال الولد سآوى لجبل يعصمنى من الماء ؟

يقول أهل التفسيير أن هذا الولد كان كاذبا .. كان يقول لأبيبه أنه مؤمن بالله .. وهو كاذب غير مؤمن .. ولكن ابيه يصدق الظاهر ويظن أنه مؤمن بالله …. لهذا كان يناديه أن يركب معهم فى السفينة ولهذا حزن عند غرق هذا الولد .. وقال رب إن ابنى من أهلى فأخبره الله رب العالمين إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ….
الجزء المهم والسريع جدا فى القصة بين الولد و أبوه هو لحظات الكلام بينهم القليلة … يقول معظم المفسرين أن الموج حال بين سيدنا نوح و إبنه … ولكن أساتذتنا علمونا شيئا إضافيا … قالوا لنا .. وحال بينهما الموج .. أى أن الموج حال بين ابن سيدنا نوح والجبل … وليس بن الولد ووالده …
هو كان يظن أن الجبل سيعصمه من الماء .. كان عنده طول أمل ( تماما كشباب اليوم ) أن هناك وقت يستطيع أن يلجأ فيه للجبل .. فحال بينهما الموج وكان من المغرقين…
العجيب انه فى هذه اللحظات هل كان ينظر لأبيه ؟ وهو يكلمه أم إن همه كان الجبل والنجاة بنفسه حتى وإن عق أباه ؟ حتى وإن لم ينظر لأباه ؟ تماما كما يفعل كثير من أبناء اليوم مع أبائهم .. لا يهتمون بالنظر إليهم بالكليه .. بل يملكون آبائهم وهم ملتفتون لشىء آخر … فحال بينهما الموج .. حال الموج بين الإبن العاق والشىء الآخر الذى يريده( الجبل) أو الأصدقاء أو الدخان أو صحبة سيئة أو مباراة كرة أو أى شىء ….
ولم يكن له نجاة إلا بسماع كلام والده … حتى وإن كان والده عمره كبير والفرق بينه وبين سن إبنه عدة قرون .. وليس عدة سنين .
حتى وإن كان الوالد دقة قديمة .. فالنجاة فيما يقول مادام ليس معصية لله فما بالك بكلام رسول من عند الله يحب الخير للناس والهداية لهم وأكثر ما يحبها لإبنه … العجيب جدا .. أن الأم أيضا كانت تكذب على زوجها بافعالها .. فالأصل فى الزوجة غعانة زوجها وتشجيعة وتوفير الجو الملائم له ولعمله .. ولكنها خانت زوجها .. فكان أحد أولادها مثلها .. متأثرا بها … يفعل نفس الفعل مع ابيه .. سبحان الله
{ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ }
لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم … الراحمون يرحمهم الله هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
لابد أن ترحم الناس حتى يرحمك الله
هذا الولد لم يرحم أباه ويؤمن برسالته
هذا الولد كذب على اباه .. وقال آمنت بك سأكون معك ( وهو يقول كذبا )
هذا الولد كان يرى اباه يرحم الناس ويدعوهم ويعمل بنفسه السفينة التى فيها نجاة المخلوقات كلها … ولم يساعد ولم يؤمن ولم يطيع أباه
ظن أن قوته فى نفسه … كان من الواضح ان عنده ثقة بنفسه
ولم يكن عنده ثقة بأبيه … ولا ثقة بالله .. فكان من المغرقين
{قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ }

كلمات سريعة جدا … قليلة جدا .. توضح لنا الحقيقة
انها كلمات الله … التى تصل للقلوب.
سبحانك ياربنا .. اللهم ارزقنا برا بآبائنا و أمهاتنا واجعلنا لك طائعين
واجعل ابنائنا وبناتنا وجميع المسلمين من الطائعين لك البارين بآبائهم وأمهاتهم يارب العالمين
قلب الآب .. كان يأن ويسأل الله ويقول له انه من أهلى .. إنه من المؤمنين بى يارب .. رغم كل ما فعل هذا الولد من عقوق وكذب وعدم وجود الرحمة فى قلبه أو فى فعله.. إلا أن اباه كان يريد له النجاة .. تماما ككثير من شبابنا اليوم.
فقال سبحانه توضيحا للحق .. وحتى يعلم سيدنا نوح الحقيقة أن ابنه لم يكن مؤمنا
{ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }
فهل ترى بلاء الأنبياء … وإختبار الله لهم كيف كانت صعوبتة
فرجاء ان ترحم اباك وامك وكن بهما من البارين الصادقين.
اللهم الطف بنا جميعا وبأمة نبيك محمد وارزق ابناء المسلمين البر والطاعة يارب العالمين