112
سبحان الله
أخبرنا سبحانه عن اليم وما حدث فى اليم وعن أهمية اليم . فهل لليم حكاية ؟ وما هي تفاصيل حكاية اليم ؟ وهل يمكن أن نستفيد منها شيئا ينفعنا فى حياتنا بإذن ربنا ؟
اليم ..كلمة تختلف عن كل الكلمات.. تحمل فى ظاهرها الهدوء والسكينة.. وفى باطنها انواع من الحياة لا يعلمها إلا الله .. فهى تحمل العجيب من الأمواج والتيارات .. كما أن اليم كلمة تحمل العذوبة والملوحة فى نفس الوقت … وهي كلمة تحمل معان الحياة .. كما انها تحمل رهبه الموت … اليم ترى الصغار والكبار فى الصيف وفى الشتاء يحبون النظر إليه والتأمل أو السباحة فيه والتحرر من حر الصيف وقسوة اقتراب الشمس من الرؤوس . فما هي قصة اليم التى سنتحدث عنها اليوم ؟
يقص لنا القرآن الكريم قصة موسى عليه السلام وأمه .. وكيف ان الله أخبرها وقال لها فإذا خفتى عليه فألقيه فى اليم … أصعب شىء على الأم أن تلقى بوليدها فى اليم .. لأن اليم يحمل معان الخوف والموت غرقا .. والرضيع لا يحسن الكلام .. فضلا عن إحسانه لفنون السباحة .. للرضيع رب يحميه وهو من أمر بهذا .. فإذا بالأم .. يشتد خوفهاىعلى الرضيع من جنود فرعون .. فتلقى الرضيع فى اليم …. نفس هذا اليم كان يمر ببيت فرعون .. وكان فرعون يفتخر بملكه لمصر ويعلن هذا {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ } وهذه الأنهار تجرى من تحته … وهذا اليم يمر بقصره .. فحمل اليم موسى إلى قصر فرعون .. كأن هذا تحذير لفرعون من اليم .. ومما يحمل اليم له ….. {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } … هذا ما حمله لهم اليم … كأنه تخذير مبكر جدا لفرعون … ولم يفكر .. ولم يعتبر .. ولم يفهم .
مرت الآيام … وجاء اليم حاجزا يمنع سيدنا موسى ومعه بنى إسرائيل من العبور والفرار من فرعون .. كان اليم يحصرهم .. وجاء فرعون وهو يحمل معه ملك مصر ومعه جنوده ويظنون أن اليم أيضا معهم … فجاء أمر من يملك اليم … كما قال لأمه فإن خفتى عليه فألقيه فى اليم … أمر الله موسي وقال الله {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ } انفلق اليم .. بأمر الله الملك .. تحول من عائق إلى معين … كما حدث فى البداية حين ألقت ام موسى ابنها فى اليم عليه السلام .. تحول من مكان غرق … لمكان نجاة .
وعبر موسى ومن معه .. وغرق فرعون وجنوده وفكره وطريقته فى اليم .. الذى كان يفتخر بأنه يملكه { أليس لى ملك مصر ..} ونسى الملك سبحانه
ونسى القادر العظيم .. ونسى أن هذا اليم له رب .. وان هذا اليم طائع لله رب العالمين

غرق فى اليم .. ونجا موسى .. كما نجا موسى من قبل .. وكما لم يعى فرعون قصة اليم من قبل ….

فهل يوجد يم فى حياتك اخي القارىء ربما تخاف منه وإذا اطعت الله كان هذا اليم نجاة لك كما حدث مع سيدنا موسى ؟
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }
هل يمكن ان تصيغ الطفولة ولحظاتها المستقبل وساعاته ؟

كيف تنظر لطفولتك وهل يمكن ان تشكل مستقبلك؟

وما هي نظرتك لليم ؟

انظر ماذا فعل اليم بفرعون الذى نسا أن للكون ملك .. وأن هذا الكون كله مطيع لله رب العالمين
هل يمكن ان تصيغ لحظات الكبر والتعجرف النهاية للمتكبر؟
إن اليم أحد أهم قوانين الحياة .. فهل يحمل سرك الدفين ؟ ونصرتك وثقتك برب العالمين

قد يكون فى اليم حوت كحوت يونس عليه السلام .. وقد ينفلق اليم ويغرق الظالمين .. وقد تكون بعد اليم

قصة عجيبة كبقرة بنى إسرائيل الذين نجوا من اليم .. وغرقوا فى عبادة عجل ونسوا من نجاهم بفضله العظيم

اللهم ايقظنا من الغفلة يارب واجعلنا من الموقنين التائبين العابدين المصدقين

{ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ }