سبحان الله
أخبرنا سبحانه عن اليم وما حدث فى اليم وعن أهمية اليم . فهل لليم حكاية ؟ وما هي تفاصيل حكاية اليم ؟ وهل يمكن أن نستفيد منها شيئا ينفعنا فى حياتنا بإذن ربنا ؟
اليم ..كلمة تختلف عن كل الكلمات.. تحمل فى ظاهرها الهدوء والسكينة.. وفى باطنها انواع من الحياة لا يعلمها إلا الله .. فهى تحمل العجيب من الأمواج والتيارات .. كما أن اليم كلمة تحمل العذوبة والملوحة فى نفس الوقت … وهي كلمة تحمل معان الحياة .. كما انها تحمل رهبه الموت … اليم ترى الصغار والكبار فى الصيف وفى الشتاء يحبون النظر إليه والتأمل أو السباحة فيه والتحرر من حر الصيف وقسوة اقتراب الشمس من الرؤوس . فما هي قصة اليم التى سنتحدث عنها اليوم ؟
يقص لنا القرآن الكريم قصة موسى عليه السلام وأمه .. وكيف ان الله أخبرها وقال لها فإذا خفتى عليه فألقيه فى اليم … أصعب شىء على الأم أن تلقى بوليدها فى اليم .. لأن اليم يحمل معان الخوف والموت غرقا .. والرضيع لا يحسن الكلام .. فضلا عن إحسانه لفنون السباحة .. للرضيع رب يحميه وهو من أمر بهذا .. فإذا بالأم .. يشتد خوفهاىعلى الرضيع من جنود فرعون .. فتلقى الرضيع فى اليم …. نفس هذا اليم كان يمر ببيت فرعون .. وكان فرعون يفتخر بملكه لمصر ويعلن هذا {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ } وهذه الأنهار تجرى من تحته … وهذا اليم يمر بقصره .. فحمل اليم موسى إلى قصر فرعون .. كأن هذا تحذير لفرعون من اليم .. ومما يحمل اليم له ….. {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } … هذا ما حمله لهم اليم … كأنه تخذير مبكر جدا لفرعون … ولم يفكر .. ولم يعتبر .. ولم يفهم .
مرت الآيام … وجاء اليم حاجزا يمنع سيدنا موسى ومعه بنى إسرائيل من العبور والفرار من فرعون .. كان اليم يحصرهم .. وجاء فرعون وهو يحمل معه ملك مصر ومعه جنوده ويظنون أن اليم أيضا معهم … فجاء أمر من يملك اليم … كما قال لأمه فإن خفتى عليه فألقيه فى اليم … أمر الله موسي وقال الله {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ } انفلق اليم .. بأمر الله الملك .. تحول من عائق إلى معين … كما حدث فى البداية حين ألقت ام موسى ابنها فى اليم عليه السلام .. تحول من مكان غرق … لمكان نجاة .
وعبر موسى ومن معه .. وغرق فرعون وجنوده وفكره وطريقته فى اليم .. الذى كان يفتخر بأنه يملكه { أليس لى ملك مصر ..} ونسى الملك سبحانه
ونسى القادر العظيم .. ونسى أن هذا اليم له رب .. وان هذا اليم طائع لله رب العالمين
غرق فى اليم .. ونجا موسى .. كما نجا موسى من قبل .. وكما لم يعى فرعون قصة اليم من قبل ….
فهل يوجد يم فى حياتك اخي القارىء ربما تخاف منه وإذا اطعت الله كان هذا اليم نجاة لك كما حدث مع سيدنا موسى ؟
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }
هل يمكن ان تصيغ الطفولة ولحظاتها المستقبل وساعاته ؟
كيف تنظر لطفولتك وهل يمكن ان تشكل مستقبلك؟
وما هي نظرتك لليم ؟
انظر ماذا فعل اليم بفرعون الذى نسا أن للكون ملك .. وأن هذا الكون كله مطيع لله رب العالمين
هل يمكن ان تصيغ لحظات الكبر والتعجرف النهاية للمتكبر؟
إن اليم أحد أهم قوانين الحياة .. فهل يحمل سرك الدفين ؟ ونصرتك وثقتك برب العالمين
قد يكون فى اليم حوت كحوت يونس عليه السلام .. وقد ينفلق اليم ويغرق الظالمين .. وقد تكون بعد اليم
قصة عجيبة كبقرة بنى إسرائيل الذين نجوا من اليم .. وغرقوا فى عبادة عجل ونسوا من نجاهم بفضله العظيم
اللهم ايقظنا من الغفلة يارب واجعلنا من الموقنين التائبين العابدين المصدقين
{ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ }
6تعليقات
Comments feed for this article
8 أفريل 2009 في 12:26 ص
بوح القلم
معلومات وتذكير لموضوع نعرفه ولكن لم نفكر به بهذه الطريقه ..
فعلاً اليم كان معين لسيدنا موسى عليه السلام منذ الصغر …
من في حياته يم ؟؟؟يكون عون له بعد الله ..
بني اسرائيل منذ الازل وهم قوم شر وجدال ..لم يحمدوا الله ان انقذهم من فرعون وجنوده ..
وانتقم لهم بان اغرق فرعون وجنوده امامهم ..وبعد هذا بدل ان يحمدوا الله على النعمه ..اول مافعلوه عبدوا العجل
مشكور عز على ظلالك وعلى التفكر في ايات الله ..بارك الله فيك ولا حرمك الاجر
8 أفريل 2009 في 7:08 ص
Ezz Abdo
جزاكم الله كل الخير اختنا الكريمة بوح القلم
لان اليم وكل الكون عبيد لله فهم ينفذون امر الله … وما يعلم جنود ربك إلا هو
بنى اسرائيل الآن يلعبون دور فرعون وجنوده … ونسأل الله رب العالمين
ان ينصرنا باليم والحجر والشجر كما اخبرنا رسوله الامين صلي الله عليه وسلم
اشكر مداخلاتكم ومناقشاتكم وتوضيحكم الذى اتعلم منه
جعل الله عملكم ثقيلا فى ميزان حسناتكم
والحمد لله رب العالمين
8 أفريل 2009 في 4:18 م
احمد
.
.
.
أخي عز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ويسر لنا ولك فعل الخيرات ..ونصرنا على انفسنا
أخوك / أحمد
8 أفريل 2009 في 7:47 م
Ezz Abdo
أخى الكريم أحمد
كم أفتقدكم أخى الكريم بارك الله فيكم
متابعتكم تثرى الموضوع ودعائكم تنشرح به الصدور .. اللهم تقبله يارب العالمين
وزادكم الله إيمانا وعلما وعملا
اللهم اجعلنا مسلمين لك صادقين كما تحب وكما ترضى يارب العالمين
يا حي يا قيوم … والحمد لله رب العالمين
9 أفريل 2009 في 11:47 ص
محمد طريف مندو
ماشاء الله أخي الكريم … لطالما تتحفنا بكل جديد ..
أقترح عليك أن تصدر كتاب (فصلي أو شهري .. كما تنظر) يضم أجود ما كتبت (وماشاء الله فكل ما تكتبه جيد) وبذا يعم النفع أكثر وتبقى تدويناتك الرائعة خالدة
10 أفريل 2009 في 12:35 ص
Ezz Abdo
اخى الكريم محمد طريف مندو
جزاك الله عنى كل الخير
واشكر لك نصيحتكم الغالية … وانت عندي فى مجال الكتب ( لك مكانة وتقدير)
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يارب العالمين
بارك الله فيكم اخي الكريم .. ووفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه .. والحمد لله رب العالمين