أدق من الشعرة وأحد من السيف
سبحان الله العظيم
كل إنسان له دور سيأتى عليه. دور ربما يحب أن يأخذه ويسارع إليه .ودور ربما يخاف ويرتعد منه ويخفق له قلبه . سيأتى الدور على كل إنسان أن يتزوج إن قدر له الزواج .. وسيأتى الدور عليه أن يموت … وسيأتى عليه الدور أن يُسْأَلَ فى قبرة .. وسيأتى عليه الدور ان يبعث من قبرة ليقوم لرب العالمين حتى يحاسب … وكل إنسان سيأتى عليه الدور ان يعبر الصراط … فماذا تفعل حين يأتى دورك لهذا العبور ؟
ماذا تفعل حين ينادى على إسمك أن هلم لتعبر الصراط … النار من تحتك والصراط أمامك … ماذا تفعل فى هذه اللحظة ؟ وكيف سيكون عبورك من فوق الصراط … السقوط منه يكون إلى نار جهنم …. فأخبرنى ماذا ستفعل فى هذه اللحظة حين يحين دورك ؟ فلان الفلانى … إسمك … نعم هو اسمى .. هل استطيع أن أعبر الصراط … لحظات الصدق وحياتك كلها تمر أمامك … كل عمرك تراه أمامك .. رعب من لحظات المعصية .. تهيب من لحظات التقصير فى حق الله.. دموع على كل عبادة ضاعت .. وخوف من عواقب الظلم … كل عملك فى الدنيا يأتى أمامك فى لحظة … لأن عملك فى الدنيا هو عبورك على الصراط … فإن كان عملك صالح .. إستطعت العبور من الصراط .. وإن كان عملك غير ذلك .. لم يكن عبور الصراط … المرعب أن الصراط عليه كلاليب .. فإن كان عملك بعضه صالح وبعضه غير صالح خمشت الكلاليب فى أرجل من كان عملهم كذلك .
انظر ماذا يعلمنا الله أن نقول  … [إهدنا الصراط المستقيم ] أكثر الآيات التى يردهها المسلمون هي آيات الفاتحة كل يوم وفى كل آن .. لماذا ؟ .. أول طلب منا لله فى القرآن … إهدنا الصراط المستقيم .. ليس دعاء فرديا .. بل كلنا نريد النجاة يارب .. إهدنا للنجاة يارب … إهدنا للصراط المستقيم … فكل من يقولها يدعو لك … كما انك حين تقولها تدعو لكل المسلمين… الصراط يعبر فوق النار … والنار سوداء .. رائحتها نتنه ونارها تشوى الوجوه .. فكيف سنعبر من فوقها ؟ الصراط أدق من الشعرة وأحد من السيف ..
نحتاج عون الله لنا ولرحمته ولهدايته فى الدنيا والآخرة … فى الدنيا نمتثل نحن لأمرة ونهتدي بإختيارنا للصراط المستقيم .. فينجينا سبحانه برحمته ويجوزنا الصراط المستقيم فى الآخرة .
يقول سبحانه : [ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ] كلكم ستردون جهنم .. يتكونون فوق الصراط .. يارب سلم … يارب نجنا .. يارب الطف بنا .. فيقول لنا ربنا [ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ] … ينجى الله المتقين … ويترك الظالمين فيها جثيا …. فماذا تفعل حين يحين دورك وينادى عليك لتعبر الصراط ؟
[فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ]