فائز أم خاسر
سبحان الله
كل إنسان يحب أن يكون فائزا سواء فى تجارة أو فى دنيا . فائزا بصفقة .. فائزا ببيت .. فائزا بسيارة أو فائزا بزوجة أو فائز بأبناء أو فائز بمكانة أو سلطة أو فائز بأحدث جهاز … نعم هو الفوز ولا شىء غير الفوز .. هذا ما يحبه الناس … وكل بحسب فهمه.
وكذلك تجد الناس لا يحبون الخسارة فى أى شىء حتى و إن كان القليل .
فهل أنت فعلا فائز ؟
وهل أخبرنا الله سبحانه عن عوامل الفوز والخسارة … بكلامه العظيم .. وكيف أحب لنا النبي محمد صلي الله عليه وسلم أن نكون من الفائزين بكل شىء … فائزين فى الدنيا … وفائزين فى الآخرة .

نبدأ بالفائزين …. من وجهه نظرهم الشخصية … وقد يكونوا هم أساسا الخاسرون .. وهذا أخطر شىء .. يقول لنا ربنا سبحانه [ والعصر إن الإنسان لفى خسر …] كل بنى الإنسان فى خسر [ إلا اللذين آمنوا وعملوا الصالحات .. وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ] حقيقة مرعبه … لمن يظن أنه فائز … حسب فهمه هو .
ويكون خاسرا بمقاييس من لا يخفى عليه شىء فى الأرض ولا فى السماء .. سبحانه.

انظر ماذا يقول لنا الله عنهم [ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ]
هذه هي الحقيقة الصعبة .. المؤلمة .. من يظنون أنهم أحسن الناس صناعة وقد ضل سعيهم وعملهم عن منهج الله سبحانه وتعالى. وهذه قمة الرعب … التى ترتجف لها قلوب وعقول الصادقين … وتحيي هذه الحقيقة قلوبهم وإيمانهم وصدقهم مع الله .. وتذكرهم بفوزهم الحقيقي … نريدك أنت يارب نريد منهجك .. نريد توفيقك وإعانتك .. نريد أن نكون من الفائزين كما تريد أنت ياربنا .. وليس كما نظن نحن .. نريد الفوز يارب كما تحب لنا … وكما ترضاه لنا … أسلمنا إليك أمرنا … يا ربنا وحبيبنا ورحيمنا .
الذين ضلوا أجهدوا أنفسهم وإخترعوا لهم مناهج فى الدنيا … وعندهم المنهج السهل الواضح منهج الله رب العالمين .. فظنوا أنهم يحسنون صنعا لمناهج الفوز فى الحياة … ومنهج الله أقرب إليهم من حبل الوريد ….. فخسروا … أشد خسران .
يقول لنا الله سبحانه [وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ]
هل تشاهد بنفسك … نسوا الله … نسوا منهج الله … نسوا سنة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم .. فأنساهم الله أنفسهم … إنشغلوا بالدنيا عن الحق … إنشغلوا بالدنيا عن النجاة يوم القيامة … فسقوا عن أمر الله … أبتعدوا عن منهج الله … الله يأمرنا أن لا نكون مثلهم .. ولا تكونوا كالذين نسوا الله…
سبحانك ربنا يا من ذكرتنا بالحق وأعنتنا … اللهم أعنا على ذكرك وشكر وحسن عبادتك.

[ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ]
لاحظ سبب الخسران … يطمئن بالخير … ولا يطمئن بالله …. ويجزع من الفتنه … ولا يجزع أو يخاف من البعد عن الله … ينقلب على عقبه … يتبدل من حال الإيمان والعمل … لحال الوقوف والإحباط

فهل نحن من الفائزون أم من الخاسرون ؟
يخبرنا ربنا عن الفائزين ويقول لنا سبحانه [ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ]
أن تكون فى رحمة الله .. هذا هو الفوز .. أن تكون متبعا منهج الله هذا هو الفوز .. وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.

العجيب جدا .. أنك حين تعود إلى الله وتريد الفوز منه … يصلح لك عملك الفائت كله .. يصلح لك عملك كله .. وشاهد بنفسك ماذا يقول لنا سبحانه [ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ]
اللهم ثبت قلوبنا على دينك واجعلنا من التائبين التوابين واجعلنا من المتطهرين المحسنين الصابرين
الذين تحبهم يارب العالمين
[ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ ]