طرق الباب بشدة قبل أن يقتحمه وهو يصرخ بشدة
أريد الآن 500 دولار وإلا قتلونى
أين أنت أيتها العجوز
صرخ وهو يصعد نحو حجرة أمه فى الدور العلوى بسرعة البرق
قال:بأنفساه اللاهثه أريد المال حالا وإلا قتلونى إنهم يركضون خلفى
فوجدها تبكى وحيدة وهو يعلم أنها لا تسمع ( فقد فقدت حاسة السمع منذ أكثر من 20 عاما
هجرها أولادها ولم يبق لها إلا دموعها)
وظل يصرخ وهي تنظر إليه نظرة الفرحة برؤيته وقد إختلطت بنظرة الحسرة والألم على حالته. تريد أن تعرف ماذا يريد ( وسبحان من حماها من قوة صوته بهذا الصمم )
اتجه فورا إلى خزانة ملابسها ينتزع ما فيها وبحثا عن أى أموال ووجد فعلا مبلغ 300 دولار
فانتزعها إنتزاعا ثم توجه نظره لأمه واتجه لها مسرعا وهو يشير إلى الأموال بعلامة أنه يريد زيادة 200 دولار أخرى و إلا قتلوه .
أخذت الأم حقيبتها القريبة وهي ترتعد من خوفها من ابنها ولملمت منها كل ما فيها حتى أكمات له المبلغ ولم يبق معها إلا سنتات قليله.
وفى نفس اللحظة إقتحم الغرفة مجموعة من الشبان وفي أيديهم الأسلحة وهم يصرخون فيه أين المال ؟
ويشهرون أسلحتهم نحوه ونحو أمه
توسل إليهم ومد يده بالمال وقال هاهو انه لكم رجاء لا تقتلونى …لا تقتلونى …. هذا هو المال.
أخذ كبيرهم منه المال وهو يقهقه بصوت عال وقال له لن نقتلك مادمت دفعت المال لن نقتلك .. ولكننا لن نعطيك الصنف الذى تأخذ منه إلا بدفعك لنا مقدما فى المرات القادمة
كانت نظرات الأم العجوز ترتعد وهي ترى هذا العدد من الشباب المسلحين يقتحمون حجرتها
وإبنها يرتعد أمامهم بهذه الطريقة
انصرف المعتدون كما تنفس الإبن الصعداء وانصرف دون اى كلمه كأنه يغنم حياته بالإنصراف عن هذه الأم . دون حتى أن يشكرها وكما كان يفر هاربا إليها وهو يريد الأموال … فر هاربا منها كأنه يخشى أن تسأله متى سيرد هذه الأموال …!!!!
لم تملك الأم التى انهمرت دموعها إلا كتابه هذه الكلمات.
ليتنى كنت أما مسلمة
فهذه جارتى المسلمة يحبها أبنائها ويزورونها فى كل يوم يأتيها أحد أبنائها أو بناتها أو أحفادها
أما أنا فلا يأتون إلا يوما فى السنة
أما أنا فيريدون أن يأخذوا أموالى منى
وهى الأم المسلمة التى لا تملك معاشا مثلى – ينفق عليها ابنائها وهم سعداء
هي كأم مسلمة فقدت البصر فلا ترى تعاستى
وأنا فقدت السمع فلا أسمع الضحكات ولكنى أرى الفرحة فى عيونهم وأشاهد ضحكاتها مع أولادها وأحفادها .
لا يزورونى أبنائى إلا يوما فى العام – ليتنى كنت أمام مسلمة
أراد أبنائى أن يلقون بى إلى دار العجزة لولا أن لى هذا البيت الذى يأوينى – ولولا أن لى معاش يكفينى
ولكنهم يطمعون فى بيتى – ويطمعون فى أموالى – ويتمنون موتى ليأخذوا كل شىء
انا لا اسمع كلماتهم ولكنى أرى هذا فى نظراتهم الجشعة والتى لا تعرف إلا لغة المال .
ليتنى كنت أما مسلمة
يعطينى ابنائى – يحبنى أبنائى – يشاركنى أبنائى الحياة – لا أن يسلبنى أبنائى كل ما املك من الحياة
يوم أموت اعلم انه سيكون يوم فرحة لابنائى لانهم سأخذون كل ما أملك .
ويوم تموت جارتى المسلمة أعلم أنه سيكون يوم حزن عند ابنائها لانهم سيفقدون يشيئا يحبونه ويبذلون له أموالهم ووقتهم ويشاركونه الحب.
ليتنى كنت أمام مسلمة
معان الأمومه لا تختلف من أم لأم ولكن معان الحب من الأبناء تضيف الكثير
هناك من يحبون الأم لأنها تمنح الأموال
وهناك من يلقون بها فى الشارع لأخذ ما عندها
وهناك من يتركونها لانها لا تملك شيئا
وهناك من يحبون الأم إعترافا لهم بجميل فعلها ( وهو ما يندر الآن )
وهناك من يحبون الأم عبادة منهم لربهم وتقربا إليه – فهم يتقربون إليه كل يوم بحبهم وعطفهم ووفائهم لأمهم . ولا يوجد هذا إلا فى الإسلام. يتعاملون بكرم وبإبتسامة رضا وود
ليتنى كنت أما مسلمة أعيش الحياة بحب وود واستمتع بما فيها من تجمع الابناء معي كل يوم جمعة على الغذاء كما تفعل جارتى المسلمة.
ليتنى أما مسلمة يزورها ويبرها ابنائها كل يوم أو حتى يتصلون بها
ولا يتركونها وحيدة وحيدة بدموعها لا تجد من يجففها ولا من يسمع صوتها ولا يسمع أنينها
ليتنى اما مسلمة
التوقيع
أم هجرها ابنائها وتجلس وحيدة تنتظر الموت
ولا تسمع إلا صوتها ودموعها تنساب على خدها .
6تعليقات
Comments feed for this article
20 مارس 2009 في 8:05 ص
احمد
.
.
أخي عز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمريكي قدم للمملكة بعد أن أسلم .. وقد اشتغل بالدعوة بعد اسلامه
يقول أنه قبل أن يسلم كان يستعمل المخدرات .. ويؤذي أمه والجيران
وبعد أن أسلم .. تغير . أصبح يبر بأمه ويقوم على حاجتها .. بل كان
يزور كبار السن في الحي ليقضي حوائجهم .. فعجبوا من ذلك .. فقالوا
أيفعل الاسلام ذلك .. قال لهم أنه من صميم الاسلام البر بالوالدين
والاحسان للجيران .. ويقول أخبرت أمي أن الأم في بلاد المسلمين
لا تعمل وأن نفقتها واجبة على ابناءها ولم تصدقني وقد كانت
تعمل في مطعم للوجبات السريعة وعمرها يفوق الخمسين بقليل ..
فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين ومنا علينا بالهداية
اللهم اجعلنا من البارين بوالدينا أحياءً وأمواتا.
بارك الله فيك أخي عز ووفقك لما يحب ويرضى
أخوك / أحمد
20 مارس 2009 في 8:42 ص
اَلْجُمَآنْ..
سبحانَ الله ..
ما أكرمك إلهي أن أنعمت علينا بنعمة الإسلام ..
أجمل ما أراه في العيون هي فرحة جدتي بإجتماعنا ..
ليس هذا فقط بل إن هذه الفرحة وإنس الإجتماع مردوده عند الله عظيم
فيا حسرتهم بابتعادهم عن هذا الدين ..!
اللهم ارزقنا حسنَ البرَ بوالدينا يارب
20 مارس 2009 في 12:31 م
<< Game Over >>
مدونة رائعة .. ومواضيع فعلا مميزة …
لي تعليق بسيط على هذا الموضوع … عزيزي لايوجد دين سماوي لم يحض الأبناء على البر بوالديهم …
وإنما هم البشر من فعلوا ذلك … التربية في بيئات غير بيئتنا هي من فعلت ذلك ..
ولكن دائما وأبدا الحمد لله على نعمة الإسلام هذه لانقاش عليها … والحمد لله على نعمة الإنسانية التي زرعها بنا دين الإسلام ..
تحياتي لك .. وللقراء الأعزاء …
20 مارس 2009 في 4:41 م
Ezz Abdo
أخي الكريم أحمد بارك الله فيكم
كلماتك فعلا رائعة وتقدم لنا الحقيقة العملية بشكل واضح وصريح
[ قال لهم أنه من صميم الاسلام البر بالوالدين… والاحسان للجيران … ويقول أخبرت أمي أن الأم في بلاد المسلمين
لا تعمل وأن نفقتها واجبة على ابناءها ولم تصدقني … !!!! ]
بارك الله فيكم – كلمات واقعية مضئية … شرح الله صدرك للحق ووفقك وحفظك ونصرك
اللهم يارب ارزقنا برا بآبائنا و أمهاتنا يارب العالمين فى كل يوم وفى كل ليلة وكما تحب وترضى ربنا
والحمد لله رب العالمين
20 مارس 2009 في 4:46 م
Ezz Abdo
اَلْجُمَآنْ.. بارك الله فيكم ايتها الأخت الفاضلة
سبحان الله … مثالكم الواقعي جميل جدا … فرحة الجدة بتجمع أبنائها … لا يلهيهم بيع ولا شراء عن بر آبائهم وأمهاتهم …
اللهم يارب اجمع أمة الإسلام على تحقيق أمرك ووصيتك يارب العالمين
[وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبلوالدين إحسانا … إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلامهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما… واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا….] سورة الإسراء
جزاكم الله خيرا اختنا الكريمة اَلْجُمَآنْ.. .
20 مارس 2009 في 5:00 م
Ezz Abdo
<> أهلا وسهلا بكم
سعادتى كبيرة لتعليقكم الجميل
ومشاركتكم الفعالة – أعجبنى جدا تعليق الراقى والجميل – عزيزي لايوجد دين سماوي لم يحض الأبناء على البر بوالديهم …
وهي مقولة رائعة فى شكلها – ولا يوجد دين سماوي إلا وأمر بعبادة الله وحده – ولا يوجد دين سماوي إلا وحرم الزنا والفواحش.
انظر لإنتشار الزنا و الإيدز فى العالم – وحفظلاالله للمسلمين الصادقين من هذه الأعراض والأمراض .
يوجد مرض خطير فى العالم كله اسمه عقوق الوالدين – يأمر الله ببر الوالدين ويأبى الناس إلا العقوق – فلم يجد الناس فى أى دين ما يفعل ببر الوالدين إلا أنهم إخترعوا عيدا للأم وعيدا للأب يجهله العرب المحتفلون بعيد الأم … ولا يوجد هذا فى الإسلام لأن الإسلام كله برا ورحمة للعالمين وكل أيمه طاعة لله وبرا للوالدين .
أدعو الله أن أكون وضحت لشخصكم الكريم بشىء بسيط عظيم ما أكرمنا به الله سبحانه
ولك منى كل التقدير والإحترام
وبارك الله فيك وفى كلماتك وحروفك المنمقة والجميلة وإن شاء الله تكون فائز قبل أن تصبح ال <>
حفظك الله ورعاك وجعلك من القربين
والحمد لله رب العالمين