الحمد لله رب العالمين
وجدتنى أسأل سؤالا عجيبا.. أقول هل يمكن أن يثير الحزن كوامن الفرحة ؟
هل يمكن أن يكون الحزن هو أعظم محركات الفرحة فى نفس الإنسان
كيف يمكن للحزن أن يجعل بركان الفرحة ينبع فى نفس الإنسان
بشكل تلقائى كنعمة ومنه وفضل من الله ؟ كيف يمكن أن يحدث هذا ؟

ورأيت من يحزن على أوقات مرت عليه بعيدا عن الله
يفرح بكل لحظة يقترب فيها من الله

ورأيت من أبتعد عن قراءة القرآن أوقات وأوقات
وهو يعتز وهو يفتح كتاب الله يقرأه
ويتمسك به فرحا بما فيه
ورأيت العابدين يخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا

هذا الحزن على المعاصي والأوقات الضائعة
هو مفتاح السعادة ومعرفة قيمة اللحظات والدقائق فى عمر الإنسان

تأتى عاصفة الفرحة بعد شدة الحزن
لتزيل كل آثار الحزن
ولتمحو كل ملامح الحزن بفضل الله رب العالمين

لاحظ مكة قبل فتح الرسول صلي الله عليه وسلم لها
كانت حزينة بهذه الأصنام
وهي تلف بالكعبه
وكيف جاء نصر الله والفتح فى لمحة عين
إذا جاء نصر ربك والفتح ورأيت الناس يدخلون فى دين الله افواجا فسبح بحمد ربك
واستغفره إنه كان توابا

حين تفرح سبح واستغفر
لا تجعل الفرحة تنسيك من أنت
بل أجعل الفرحة تذكرك بمن أنعم عليك بها

وحين تحزن سبح واستغفر
ليفتح الله لك وينصرك

البكاء من خشية الله هو قمة الحزن على النفس
وتقصيرها
ومعرفة عيوبها و آثارها
خشية رهيبة ممتزجة بالحزن على النفس
وحزن على الناس
وحزن من حال الوقوف يوم القيامة

بمجرد نزول دموعك
تشعر بشىء عجيب

هل هي السكينة يارب العالمين ؟
هل هذا هو الفرح الذى يأتى بعد الحزن ؟
هل هو الرضا منك يارب العالمين ؟
أم انه العفو والمغفرة والبعد عن النار ؟

قد يقول لك الناس لا تحزن
واقول لك احزن واعرف على ماذا تحزن فهذا الحزن لا يأتى إلا بخير

هناك من يحزن على الدنيا – وهناك من يحزن على الآخرة
وهناك من يحزن على نفسه
وهناك من يحزن على الناس
{ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا }

واطمئن فمادمت مع الله
فهذا الحزن مفيد
لانه حزن نابع من خوف وخشية
حزن نابع من معرفة عظيم قدر الله وجلاله
وستخترق رحمة الله هذا الحزن
فتحوله للرجاء
فترجو ما عند الله من العفو والصفح
والمنه والعطاء الرحمة والمسامحة

وسبحان من يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار
وسبحان من يبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل

المهم أن تلجأ إليه
وحده لا شريك له
وهو الذى يبدل حزنك لفرح

فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم
ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون

قال أهل التفسير لا يحزنون على ما يتركون من الدنيا التى سيغادرونها
فاحزن على طاعة لم تقم بحقها
ولا تحزن على دنيا فاتت