أخيرا هذا هو عيد الحب

الحمد لله رب العالمين

كم هو جميل ان يشعر الإنسان أنه يستطيع الحب ؟

وكم هو أجمل أن يشعر الإنسان أن هناك من يحبه ؟

وكم هو مفيد أن يشعر الإنسان أن الحب هو أجمل مشاعر الحياة  ؟

فمشاعر الحياة كثيرة منها الخوف والقلق والترقب والضيق والإستهزاء والحقد والحب والألم والفرح والرغبة والرهبة والرعب والسكينة والإستغناء والإفتقار والمعزة والمذلة والمهانة… والكثير الكثير من المشاعر .

الرائع والراقى هو شعور الحب

فهو شعور يحفز الدم لينطلق بمنتهى الفرحة فى عروق الإنسان

وهناك حب مؤلم وهو الحب من طرف واحد

وهناك حب النفس وكره الآخرين وهو الغرور والتكبر

فأى حب هو المقصود بهذا العيد

ولماذا له يوم واحد فقط فى السنة ؟

أسئلة كثيرة كثيرة والمقصود بالسؤال واحد هو عيد الحب

وأحب ان أشاركك أخي الكريم

عيد الحب الذى ينمو فى كل يوم وفى كل ساعة وفى كل وقت

الحب الذى لا يؤلم

والحب الذى لا ينتهي

والحب الذى لا يضيع

والحب الذى يحتفل بك قبل ان تحتفل انت به

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” إن الله إذا أحب عبدا نادي جبريل ثم قال له: يا جبريل إنى أحب فلان فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل عليه السلام فى أهل السماء . يا أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء . ثم ينادي فى أهل الأرض إن الله يحب فلانا فيحبه أهل الأرض ثم يوضع له القبول )

هذا احتفال دائم مع مخلوقات السماء ومخلوقات الأرض

هذا عيد فى كل وقت وحين

هذا حب الله رب العالمين

حب ليس فيه ألم وليس فيه فراق وليس فيه هجران

وليس فيه ضيق

بل هو الطهر والنقاء والصفاء مع الله أولا

ثم مع الناس بعد ذلك

الله يحتفل بك وبهذا الحب كل يوم خمسة مرات

يدعوك فيها لتقف بين يديه وتعبر له عن حبك وودك وصدقك

الله هو الذى خلق الرجل ليحب المرأة وخلق المرأة لتحب الرجل

وعلمنا نبينا صلي الله عليه وسلم وقال :

( ثلاثا من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان

1- أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما

2- أن يحب المرأ لا يحبه إلا لله

3- أن يكره أن يعود فى الكفر كما يكره أن يقذف فى النار )

قمة الحب العملى

تناجي محبوبك والناس نيام – وهو سبحانه لا ينام

تقوم الليل – والناس نيام وهو سبحانه يتنزل فى كل ليله وينادي

هل من سائل فأعطيه – هل من تائب فأتوب عليه – هل من مستغفر فأغفر له

كل هذا لأنه يحبك ويريد لك الخير سبحانه

حفظ القرآن الكريم لك وهو كلامه – لأنه يحبك أن تقرأ كلامه

جعل هناك من الدعاة من يعلمك ويشرح لك كلامه دون ان يطلبوا منك شيئا

جعل لك عقلا تفهم به وقلب نشعر به

حتى تفهم وتشعر بحلاوة كلامه سبحانه

يحب منك العمل وقال سبحانه وقل أعملوا

لأن حبه هو أكبر حافز على العمل

العجيب ان كلمة حب تحمل كثير من معانى الود ولكن الود ابلغ وأعمق من الحب

لهذا قال الله سبحانه عن المؤمنين العاملين (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ ودا)

لأنه يحبهم سيكون بينهم ود لأنهم مؤمنون به و أحبوه وعملوا ما يحب

هو سبحانه

يحب المتقين

ويحب الصابرين

ويحب المحسنين

ويحب التوابين ويحب المتطهرين

سبحان الله

حتى فى آخر الزمان  يقول سبحانه ( فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه …)

فقارن أخي الحبيب بين هذا الحب الصادق الباقى

وبين الحب الفاني الذى من الممكن أن يخون فيه حبيب حبيبه

أو أن يفارق حبيب حبيبه

وبين حب لا فيه خيانه وليس فيه فراق

فأيهما تختار ؟

اللهم ارزقنا حبا متجددا كل يوم – وليس حبا ليوم

اللهم ارزقنا حبا طاهرا نقيا صادقا حافزا على العمل

ونعوذ بك من حب يأتى بقعود ونوم وغفله

هذا وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

والذى قال ( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين)

فحبه صلي الله عليه وسلم علامة كمال الإيمان

فهل أحببت النبي حب الإيمان وحب النجاة من النار ؟

جزاكم الله كل الخير وبارك الله فيكم